أن تعتبر أن من حقك أن تكون لك ردة فعل على فعل ما يقوم به الآخر، فرداً كان ذلك الآخر أم مؤسسة أم دولة، وتعتبر أنه ليس من حق ذلك الآخر أو الدولة التي تنتمي إليها ومسؤولة عن تصرفاتك أن تكون لهم ردة فعل فهذا يعني أنك تعاني من خلل في عقلك وفهمك للعلاقات والمسؤوليات.

المنطق هو أنه طالما أن لك الحق في التعبير عن رأيك وموقفك فإن للآخر أيضاً الحق في أن تكون له ردة فعل. ولأن موقف الآخر - إن كان دولة – لا يمكن أن يكون بالكلام وحده لذا فإن عليك أن تحتمل ما يأتيك لو تجاوزت. أما إذا كان ما قمت به أو قلته يحرج بلادك ويؤثر على علاقتها بدولة أخرى فاعلم بأنك قد تسببت في مشكلة كبيرة، والسبب هو أن العلاقات بين الدول تتأثر بتصرفات المنتمين إليها، وإعادتها إلى ما كانت عليه ليس بالسهولة التي تعتقدها «المنظمات الحقوقية». أما إن حصل وتم احتجازك لمثل هذا السبب فلن يفيدك الصوت ولا تلك المنظمات ولا «العواصف الإلكترونية» التي يعتبرك أصحابها ضحية التضييق على الحريات.

المثال على ذلك ما حصل قبل أيام عندما أقدم رسام كاريكاتير أردني على نشر كاريكاتير مسيء لدولة الإمارات معتبراً أن من حقه التعبير عن عدم رضاه على الخطوة التي أقدمت عليها الإمارات فيما يخص العلاقة مع إسرائيل بالطريقة التي يراها، حيث سارعت الجهات المعنية في الأردن إلى إصدار أمر باحتجازه لمدة أسبوعين بتهمة تعكير صفو العلاقات مع دولة صديقة.

ما قامت به تلك الجهات حق لا ينكره عليها أحد، فما حصل يمكن أن يؤثر سلباً على علاقة الأردن بدولة الإمارات. وسكوت تلك الجهات عن ذلك التصرف يمكن أن يفسر بأن الأردن راضٍ عنه وهذا يعطي الإمارات حق اتخاذ الموقف الذي قد يصل إلى ما لا يتوقعه ذلك الرسام وتلك المنظمات «الحقوقية».