قوات الأمن العراقية داهمت مقراً لميليشيا موالية لإيران في بغداد. «رويترز» أوردت هذا الخبر واعتبرته الفعل الأكثر جرأة منذ سنوات. به فوجئ الناس، وفوجئوا أكثر بتهديد المسؤول الأمني لتلك الميليشيات لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وبالقول بأن الحكومة أطلقت سراح عناصر كتائب «حزب الله» العراقي الذين تم اعتقالهم.

عالم الدين المعروف السيد محمد علي الحسيني علق على ما حدث ببضع تغريدات لخص فيها ما جرى وما يجري فكتب «اليوم ظهر الصراع الحقيقي في العراق بين الدولة العميقة التي تتحكم فيها إيران وبين دولة القانون والمؤسسات و العراق كدولة وحكومة وأجهزة ومؤسسات ذات سيادة واستقلال أمام تحد فعلي واقعي بوجه الفساد والهيمنة والنفوذ الإيراني». وأضاف بأن «النظام الإيراني يتحرك على الساحة العراقية من باب السيطرة الكاملة عليها ويحرك ميليشياته الموالية له الخارجة عن الدولة في أي لحظة ويستعملها كورقة ضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وبنفس الوقت ورقة تفاوض معها وهذه حقيقة ما يجري».

ما قاله السيد الحسيني هو ما يحدث حالياً في العراق بدقة، حيث تسعى حكومة الكاظمي إلى فرض القانون وجعل العراق دولة مؤسسات بينما تسعى إيران إلى الوقوف في وجه كل من يحاول أن يخسرها شيئا من مكاسبها التي تحققت على مدى السنين الماضيات، ولهذا اتهمت الكاظمي بأنه عميل لأمريكا، وأن مهمته هي وقف الهجمات على سفارتها وحماية مصالحها.

رسالة الكاظمي وصلت ورسالة النظام الإيراني وصلت أيضاً. الكاظمي حاول فعل شيء يعيد للعراق هيبته ووزنه والنظام الإيراني أعلن تحديه له وللعراق، وقال ببساطة ما معناه أن «افعلوا ما تريدون ولكن إياكم والاقتراب من مصالحنا».

الأخبار تحدثت عن اعتقال 53 عنصراً من تلك الميليشيات الموالية لإيران بينهم إيراني واحد، وأنهم كانوا يصنعون الكاتيوشا، وتحدثت عن تهديد تلك الميليشيات للكاظمي بالقتل لو لم يتراجع أو أعاد المحاولة.

القصة لم تنته بعد ونهايتها رهن بردود الأفعال المتوقعة وغير المتوقعة من جميع الأطراف.