المقال الذي نشره أخيراً سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العتيبة، في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أثار ردود فعل متوقعة، البعض اعتبر أنه يخدم مصالح إسرائيل، والبعض الآخر رأى أنه يخدم الموقف العربي والقضية الفلسطينية ويوصل رأياً ينبغي أن يصل إلى الحكومة الإسرائيلية لتفكر جيداً قبل الإقدام على خطوة تبعدها عن السلام الذي تدعي أنها تريده. هذا البعض عزز رأيه بأن العتيبة ذكر في المقال «كنا نريد أن نصدق بأن إسرائيل هي فرصة وليست عدوة، نحن نقف أمام أخطار مشتركة كبيرة جداً، ونرى الإمكانية الكامنة الضخمة في إقامة علاقات دافئة أكثر»، ونبه فيه إلى أن «قرار إسرائيل بالضم، سيشكل علامة لن يكون بالإمكان تجاهلها»، وهو ما يعني باختصار أنكم يا إسرائيل إن كنتم جادين في سعيكم للسلام فعليكم بالابتعاد عن الخطوات التي يمكن أن تصنف في باب الحماقة.

ردة الفعل السالبة ليست في مضمون الرسالة، فمضمونها منطقي وعاقل ومطلوب وينبغي أن يصل إلى الحكومة الإسرائيلية بوضوح، ردة الفعل السالبة أساسها هي التحفظ على النشر في صحيفة إسرائيلية وباللغة العبرية، فمثل هذا العمل بالنسبة لأولئك يعتبر تطبيعاً وتجاوزاً غير مقبول ومرفوض.

من هنا ينبري السؤال الذي ينبغي مواجهته بشجاعة وعدم التهرب منه والبحث له عن إجابة، هل عدم الإقدام على مثل هذه الخطوة هو في مصلحتنا؟ ما نتج عن نشر المقال هو أن الحكومة الإسرائيلية عرفت بدقة وبتفصيل موقف الدول العربية من خطوة قررت أن تخطوها، ومعها عرف الشعب الإسرائيلي أن الذي تنوي حكومته الإقدام عليه يمكن أن يضر بمصلحته ويحرمه من الاستقرار، وهذا مكسب ينبغي عدم التقليل من أهميته، حيث يمكن أن يكون سبباً في تشكيل قوة شعبية ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية تمنعها من الإقدام على تلك الخطوة.

مخاطبة الشعب الإسرائيلي بلغته يخدم القضية الفلسطينية.