ليس من أحد في الدول الأربع التي اضطرت لاتخاذ قرار بمقاطعة قطر في الخامس من يونيو 2017 بسبب تجاوزاتها وكثرة أخطائها وتغريدها خارج السرب وصولاً إلى تورطها في قضايا إرهابية واختيارها الجلوس في الحضنين الفارسي والتركي والانقياد لجماعة «الإخوان المسلمين» إلا ويتمنى أن تعود العلاقات إلى طبيعتها وإغلاق هذا الملف. هذه أمنية الجميع وأولهم شعب قطر الذي عانى خلال السنوات الثلاث الماضية كثيراً ووصل حد التفكير في اتجاه تغيير النظام في بلاده.

الجميع يتمنى ذلك، لكن الأمور ليست بالبساطة التي قد يتصورها البعض، والأكيد أنها لا يمكن أن تكون بالطريقة التي بدأ البعض بالترويج لها وملخصها أن الولايات المتحدة تمارس حالياً ضغوطاً قوية على السعودية والإمارات كي تفتحا الأجواء أمام الطيران القطري «ليتاح لطائراتها العسكرية التحرك في المنطقة بأريحية وعدم اضطرارها إلى الدخول في الأجواء الإيرانية التي تستفيد إيران حالياً من استخدام قطر لها.. فتتأثر العقوبات الاقتصادية المقررة على إيران»! فهذا السيناريو لا يوجد إلا في خيال بعض المسؤولين القطريين الذين يأملون أن تفعل الولايات المتحدة شيئا يصب في مصلحتهم.

واقع الحال يؤكد بأنه ليست السعودية ولا الإمارات تقبلان بمثل هذا التحرك لو أنه كان صحيحاً بالفعل، وواقع الحال يؤكد بأن من سعى إلى الترويج لهذه المعلومة سعى أيضاً إلى القول بأن قرار هاتين الدولتين بيد الولايات المتحدة وليس بيدهما، وهو أمر يصنف في باب الحرب النفسية.

أسباب اتخاذ الدول الأربع «السعودية والبحرين والإمارات ومصر» قرار مقاطعة قطر قبل ثلاث سنوات معروفة وواضحة وتصر عليها ولا تقبل التراجع عنها، فالغاية هي تصحيح المعوج من الأمور وليس تخطيها، وليس غض الطرف عنها.

الولايات المتحدة لم تتدخل في ما جرى قبلاً ولن تتدخل فيه اليوم ولا بعداً، وما تعانيه هي اليوم من مشكلات داخلية وصراع يزداد اتساعاً مع قرب انتخابات الرئاسة يجعل أولوياتها مختلفة عن هذا الذي يروج.