أعتقد أنني كغيري ممن قل عددهم أو كثر، يتابعون برنامج «قلبي اطمأن» الذي نختصره ببطل اسمه «غيث» بات على الألسن «مذكور»، وبحقيبة ظهره المدموغة بعلم بلاده دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة «مشهور»، وبأسلوبه الطيب وكلماته الحسان «مشهود»، وبلباس موحد بسيط وجاكيت ذو أكمام طويلة بقبعتها لتخفي وجهه عن الجمهور، «معروف»، وصوت تم تعديله كي لا يصبح للسامعين، «مألوف».
ولو حاولت مثلي، أن تبحث عنه في «غوغل» ستجد كثر يدعون أنهم «غيث»، وأنه «يا زعم» تم تسريب صورة وجهه عن طريق الخطأ... سرية طاقم العمل، كلها تعبر عن رسائل واضحة وصريحة لبعض الأنفس الضعيفة التي تجد في عمل الخير طريق يوصلها إلى شهرة تفوق العنان أو منصب أو كرسي مصيبة عليه من زمان.
ومع كل ما يحوي البرنامج من رسائل إيجابية يطول ذكرها، إلا أنه من المؤسف أن تسمع من البعض واصفين برنامج «غيث» أنه مفبرك، وأن تنفيذه وعرضه فقط من باب «الفوشرة والاستعراض»!
سمعت هذا الكلام من إحدى السيدات، ابتسمت على غير عادة وأجبت ببرود يشبه وقع كلماتها البالية: «إن كان هذا البرنامج مفبرك، فحبذا لو كل البرامج التي تحمل هذه القيم الإنسانية المبنية على مبادئ إسلامية أن تكون مفبركة بهذا الشكل!!!
أين فبركة «غيث»... من برامج تعمل على إذلال ضيوفها وتصغيرها والاستهانة بها، وبترتيب مسبق من كل معديها ومقدميها وبإيعاز من رئيس المحطة، جميعهم يحبكون ويفبركون ويضحكون ومع هذا مبالغ طائلة لضيوفهم غير المستحقين... «يدفعون»؟!!
أين «فبركة غيث».. من ترويج لمسلسلات تبث الحقد والكراهية وأفكار مغلوطة في قلوب مشاهديها الصغار قبل الكبار؟!!
أين «فبركة غيث».. من أشخاص يقدمون ملاليم بالنهار ونرى صورهم مزروعة وموزعة على برامج التواصل الاجتماعي في كل الأوقات؟!!
أين «فبركة غيث»... من جرائم تحاك ضد أناس أبرياء أصبحت حياتهم داخل مخيمات، وأين وأين وأين؟!!
للأسف، بعض الأشخاص يطلقون العنان لأنفسهم للانتقاد بهدف تسويق الأبواق السلبية من دون تبرير أو تعليل، فقط من باب خالف تعرف لا أكثر.
إذا أردنا أن نعرف معنى الفبركة الحقيقية، فحبذا أن يكون كل واحد منا «غيث» اسماً وقولاً وفعلاً...