هو الأسلوب نفسه في كل مكان، لا يتغير إلا من حيث الشكل. في مصر على سبيل المثال ووسط الزحام ينبري من يحصل على فرصة من فضائيات «الإخوان» في تركيا ليروج لفكرة أن الحكومة المصرية لا تهتم إلا بمن يواليها وأنها تميز بين هؤلاء وبين بقية المواطنين حتى في موضوع الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد19). المثير أن هؤلاء رغم تيقنهم من أنهم بفعلهم هذا يؤكدون أنهم لا يحترمون ذكاء المتلقي إلا أنهم يصرون عليه ويريدون من العالم أن يصدقهم، إذ كيف يمكن لأي حكومة في العالم ترى إنساناً يعاني من فيروس كورونا – مواطناً كان أم غير مواطن – وتمنع عنه العلاج وهي تريد أن تمنع انتشار هذا المرض؟

تناقض لا يمكن أن يحدث منطقاً وواقعاً وهو لا يتوفر إلا في عقول أولئك الذين همهم الإساءة إلى مصر ورئيسها وحكومتها، ولهذا لم يعد الكثيرون يصدقون ما يسمعون من حكايات من هذا القبيل خصوصاً تلك التي يراد تمريرها عبر تلك الفضائيات وإن كانت ممزوجة بالدموع وتروى بصوت متهدج المراد منه القول بأن صاحبه يعاني من ضيق في التنفس بسبب تمكن الفيروس منه ولعدم حصوله على العلاج.

هذا الأسلوب هو نفسه الذي تتبعه «المعارضة» في مختلف البلاد العربية، حيث تسعى باستمرار إلى الترويج لفكرة أنه يوجد خلاف عميق بين أقطاب السلطة في هذه البلاد أو تلك وأن الأيام ستكشف قريباً عن أمور خطيرة.

من ذلك على سبيل المثال لا الحصر تقرير إخباري عمدت بعض المواقع الإلكترونية المحسوبة على بلاد بعينها إلى الترويج له أخيراً والادعاء بأنه صحيح، وملخصه أن خلافاً شديداً قد وقع بين إمارتي أبو ظبي ودبي فيما يخص التعامل مع التداعيات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا وأن المقبل من الأيام سيشهد زلزالاً يؤدي إلى تفكك دولة الإمارات وتضرر مختلف دول الوطن العربي «طبعاً باستثناء الدولة التي صدر عن مواقعها الإلكترونية ذلك التقرير المضحك»!