3 سنوات كاملة تمر على مقاطعة الدول الأربع لنظام الحمدين في قطر، هذا النظام الذي يصر طوال تلك السنوات على العناد والفجور في الخصومة، والابتعاد اكثر عن محيطة العربي، والارتماء في حضن من يكيد لدولنا العربية ويعمل ليل نهار على الإضرار بها، وأعني النظامين الإيراني والتركي.

أكثر من 1000 يوم، ونظام الحمدين لم يرتدع، فلا يزال يتدخل في شؤون الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، المقاطعة له، بل يتدخل في شؤون دول أخرى في المنطقة كسوريا وفلسطين وليبيا، ويسعى بكل الوسائل إلى تغذية الإرهاب فيها، ويحرص على عدم استقرارها، ويغامر بأمنها وأمن شعوبها العربية، وبالرغم من انكشافه أمام الجميع، إلا إنه ماضٍ في غيه وسفاهته بكل جرأة ووقاحة، ولا تهمه عروبة ولا أخوة، طالما يراهن على نظامين هما الأكثر طمعاً في المنطقة وخيرات العرب، ووجدا في تنظيم الحمدين الإرهابي ضالتهما المنشودتين في التمويل لمخططاتهما واجنداتهما الإرهابية في المنطقة.

كان الأولى بتنظيم الحمدين مراجعة النفس والجلوس معها مطولاً، واسترجاع شريط ذكرياته المريرة لما قدمه من أعمال أضرت بسلامة وأمن واستقرار العديد من دول المنطقة، خاصة الدول الأربع المقاطعة، فتلك المراجعة لو كانت صادقة حقاً لاختفت هذه المقاطعة في أيامها الأولى، فالعودة عن الخطأ ليست عيباً، والاعتراف بالذنب فضيلة، ولكانت الدول الأربع المقاطعة أول المرحبين بعودة قطر إلى الحضن العربي، والمتسامحة معها، ولكن ما حدث في الواقع عكس ذلك تماماً، في دليل على أن هذا النظام لا يزال يهرب إلى الأمام.

ثلاث سنوات كاملة من المقاطعة العربية لقطر، لم يظهر فيها تنظيم الحمدين ما يبشر بعودة قطر إلى الحضن العربي، وتوقفها عن التدخل في شؤون دول المنطقة، أو عن دعمها للميليشيات الإرهابية الساعية لزعزعة الأمن والاستقرار لدولنا العربية، بل إن موقف قطر كان ولا يزال هو الإصرار على المضي في الإضرار بالمنطقة، وتسخير إمكانياتها المادية والإعلامية من خلال قناة الجزيرة ومن شابهها لتحقيق ذلك، والابتعاد أكثر وأكثرعن محيطها العربي، واستبداله بالفرس والترك الذين لا خير فيهم لمنطقتنا وشعوبنا العربية والتاريخ يشهد بذلك، إلا قطر التي يتمتع نظامها بعلاقات «تبع» لمخططات إيران وتركيا وأهدافهما في المنطقة، فيساعد تنظيم الحمدين هاتين الدولتين على تحقيق مآربهما من خلال ضخ أموال قطر وخيرات شعبها الشقيق عليهما في سفاهة وغباء، وبعيداً عن ادعاءات قطر الدائمة بشأن السيادة التي تظهر في كل عذر لها إلا مع تركيا وإيران، فسيادتها في «حضرتهما» مجرد مزاعم لا أكثر.