أجزم بأننا متعطشون للموروث الشعبي، وبأننا نحن ونشتاق لتراثنا وهويتنا البحرينية، مسلسلات وبرامج مازالت تسكننا مثل «ملفى الاياويد» و «فرجان لول» و «البيت العود»، كنت أعتقد بأن أباءنا، ونحن جيل الطيبين نحبها فقط، ولكن منذ تدشين قناة «البحرين لول» ونسبة المشاهدة العالية لها جعلتني أجزم بأن الجميع مشتاق ومتعطش للموروث الشعبي.

عندما قفزت أعداد المشاهدين لقناة «البحرين لول»، كنت أظن أن جيل الطيبين هم من يشاهدون هذه القناة التي أهتمت بنشر البرامج والمسلسلات والفعاليات القديمة، وكنت أعتقد أن كل المتابعين يشاهدونها من باب الحنين للماضي، ولكني تفاجأت بأن هناك عدداً كبيراً من المشاهدين هم من جيل الألفية بل إن بعضهم من جيل ما بعد الإنترنت.

لا أستغرب مطلقا من النجاح الباهر الذي حققه برنامج «السارية» الذي خطف الأضواء ليس على مستوى محلي وحسب بل تعداه ليصل إلى دول الخليج، فكما قالت لي صديقتي الإعلامية الإمارتية عبير السليماني، وهي معدة متميزة في قناة «سما دبي»، «تعلمت أرمس بحريني من خلال متابعتي لبرنامج أم هلال».

عن نفسي كنت أحرص على متابعة برنامج «السارية»، فهو يجمع ما بين المتعة والفائدة في صورة إخراجية رائعة، حيث تم اختيار كل شيء في هذا البرنامج المتميز الذي حظى بدعم سخي من سيدي سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ولجنة الموروث الشعبي، كان له بالغ الأثر في ظهور البرنامج بالشكل المشرف الذي نأمل أن يستمر عليه عاماً بعد عام، كما أمتاز بالإعداد المتميز للمؤرخ البحريني محمد جمال، والاختيار الصحيح للمذيعين وعلى رأسهم الفنانة القديرة سلوى بخيت ذات الشهرة الخليجية والعربية، والإعلامي حسن محمد، والإعلامية الجميلة نيلة جناحي، وفي رأيي المتواضع بأن تدشين القرية التراثية جاء مناسباً ومتوافقاً مع إنتاج مثل هذه البرنامج التراثية.

* رأيي المتواضع:

جهود جبارة ومكثفة للحفاظ على الموروث الشعبي، ومساعي من كل جانب لإبراز هذا الموروث، سواء من الجهات الرسمية أو جهود فردية، حيث تقوم معالي الشيخة هيا بنت علي آل خليفة بدور وطني في توثيق عدد المعلومات المتنوعة حول الموروث الشعبي، نسأل الله لها التوفيق وسداد.