ذكرت وكالة «بلومبرغ»، أن العالم يخاطر بالبقاء من دون القمح الروسي للمرة الأولى منذ عقود. خاصة في ظل القيود التي فرضتها روسيا على صادرات القمح. وإن العالم قد يواجه نقصاً في الغذاء.
هذا الخبر الخطير جداً، وفي ظل جائحة (كوفيد 19)، ربما يفتح أعيننا كدول عربية أو شرقية أو إسلامية أو أوسطية على تأمين وضمان أمننا الغذائي بشكل فاعل وسريع ومنتج وآمن. فما دمنا حتى اللحظة نستورد أكلنا وخبزنا وقمحنا من الخصوم أو من بعض الدول الأخرى، فنحن لسنا بخير، وأننا لا نسير على الطريق الصحيح.
يجب أن تنتهي فكرة الاستهلاك من أدمغتنا، وذلك بأن نعتمد على الدول الأخرى في الغذاء. بل يجب علينا رسم استراتيجياتنا العاجلة لتأمين هذا القطاع الحيوي، وأن نتحول بكل ثقلنا للزراعة وتأمين الماء، فالمستقبل الغامض يحتم علينا تغيير دفة الاستراتيجيات، عبر تأمين موارد الغذاء من الداخل وليس من الخارج.
إن مسارات التنمية -المستدامة منها على وجه التحديد- يجب أن تتغير، وأن لا نعتمد كدول خليجية على بيع النفط والغاز والسياحة فقط، فيروس كورونا (كوفيد 19)، فتح أعيننا على أرفف الأطعمة في مخازن الغذاء لدينا وهي تتبخر، أكثر مما فتحه على الدواء أو أي شيء آخر. فسياسة توفير الدواء على الرغم من أهميتها، إلا أنها حاجة مؤقتة وطارئة في حياتنا كبشر، لكن، سيظل مفهوم الغذاء -باعتباره عنصراً حياتياً لاستمرارنا كشعوب- يحمل صفة الأولوية.
اليوم، يجب أن تفتح كل أراضينا للزراعة، وأن تتحول أوطاننا لمزارع كبيرة لتأمين الغذاء، قبل أن نحوِّلها لمصانع فقط، فترتيب الأولويات في مساراتنا الاستراتيجية يجب أن تتبدل، وأن نضع الغذاء «أولوية»، وأن نذهب للزراعة أكثر من سعينا لتأمين بقية مواردنا.
نعم، لربما في الأعوام الأخيرة بدأت بعض الدول -ومنها البحرين- تتجه للاهتمام بالزراعة، وهذا أمر جيد للغاية، لكن، هناك فرق شاسع بين الاهتمام بالزراعة، وبين تأمينها كرافد من روافد الاقتصاد والمستقبل والحياة.
شكراً، فيروس كورونا، فأنت علمتنا أن نعيد النظر في كل شيء، لعل من أهمها تأمين «الغذاء».