كثير من أسرار الكون لم يكشف عنها النقاب لنا بعد، ولكن ثمة حضارات سبقتنا قد توصلت إلى بعض من هذه العلوم، ولأسباب غير معروفة ومتفاوتة طمس كثير منها لفترة ليست ببسيطة من عمر الأرض. في وقت سابق تناولنا مقالاً عن قوانين الكون لدى الفراعنة، ويبدو أن هناك الكثير لنكتشفه من العلوم الفرعونية القديمة والتي تفسر لنا بعضاً من الظواهر والعلوم التي بدأت بالظهور مؤخراً كالوعي الإنساني وموضوعاته المتعلقة بقوانين الكون وتسخيره للبشر، ومن بين تلك العلوم وأبرزها علم الطاقة.

هل سمعت يوماً عن علم «البايوجيومتري»؟ إنه علم تأثير الأشكال الهندسية على الطاقة الحيوية، لعله يبدو مجالاً غريباً، ولكن هذا العلم يكشف لنا أحد أهم أسرار واحدة من عجائب الدنيا وهي الأهرامات، حيث هندستها التي أخذت بالاعتبار جوانب هامة من أبعاد الطاقة الحيوية في الكون بالمقدار الكافي لحفظ الجثث داخلها من التعفن أو التلف، ولكن هذا العلم الهندسي لا يقتصر على الهندسة العمرانية كما نظن، بل يمتد لهندسة الجسد البشري وفهم طاقته الحيوية بما يجعلها متوازنة مع بيئتها المحيطة. ورغم أن هذا العلم فرعوني الأصل كما يعتقد، إلاَّ أن رائده في العصر الحديث ومجدده الدكتور المهندس المصري إبراهيم كريم والذي أسمته بعض المواقع الإلكترونية بـ «الفرعون الصغير»، لتوصله لمكونات الطاقة المنظمة عبر علم القياس «الراديوستيزيا»، حيث تمكن من ربط عناصر الكون المختلفة على نحو علمي حديث.

ورغم أن هذا العلم واسع ومتشعب جداً ويضم مجموعة من العلوم وفق نظام التخصص الدقيق المعمول به حالياً، إلاّ أنه ما زال من الصعب على الإنسان أن يصل لكافة أسرار الكون والتفاعل معها على نحو دقيق وغير متناه على كل المستويات، وما زال الإنسان في رحلة بحث عميقة في تلك الأسرار، فكما يشير أغلب المشتغلين في هذه المجالات حالياً أن للون طاقة وللشكل طاقة وللحركة طاقة وللصوت طاقة، ولا شك في أن تفاعل كل عنصر منهم مع العنصر الآخر أو مع مجموعة من العناصر الأخرى، يفتح كثيراً من فضاءات الاحتمالات لعدد غير متناه من النتائج، وهو ما يجعل التجربة الحياتية لكل منا مختلفة عن الآخر مهما بدت التجارب متشابهة في ظاهرها وعمومياتها، حيث لا يمكن الإلمام على نحو تفصيلي ودقيق بكل تلك العناصر التي شكلت تفاعلاتها الخاصة لدى كل فرد منا من طاقته الخاصة ومن الطاقة الخارجية المحيطة المتفاعلة، ما يجعل من علم الكون مجالاً معقداً رغم سهولة العمل به إذا ما تم إيجاد مفاتيحه.

* اختلاج النبض:

قصور علمنا في ما وراء الطبيعة وأميتنا في هذا المجال، جعلانا نستخف لسنوات بهذه الحقول المعرفية، وجعلانا نتخذ منها موقف المشكك رغم أنها ذات أصول عميقة جداً، ومختبرو هذا الحقل قد لمسوا منه تأثيرات بالغة أسهمت في دفعهم إلى مستويات حياتية أفضل، وعيش تجربة النعيم في الأرض، وكل ما يلزمنا اليوم هو التوجه لتلك العلوم بكثير من الدراسة والبحث والفهم.