خلال تفكيري بعنوان ينسجم مع المواضيع الكثيرة التي تسير في البلاد، والتي لا يمكننا التغافل عنها حتى وإن أغمضنا أعيننا بقناع ساتر غير شفاف. فتحت برنامج «الانستغرام» ليستوقفني بوست أدرجه الأخ نوار المطوع على حسابه، البوست يتضمن السؤال التالي: اكتب ماذا تعلمت من فيروس كورونا؟

السؤال برغم بساطته، إلا أنه يجعل القارئ ولو ضمنياً أن يكون صريحاً مع نفسه قبل الآخرين. هممت بالرّد، إلا أن شيئاً ما بداخلي ردعني، وقررت حينها أن أرد هنا أمام الملأ:

علمتني أزمة فيروس كورونا، أن الله حق، وأنه قادر على أن يجعل فيروساً لا يُرَى بالعين المجردة، هو الهم الوحيد للجميع ويبعدنا عن المشاحنات والنزاعات وأن يمنع نشرات الأخبار من تغطية الحروب والقتال. ومن كان يستهزئ بالأمس على أننا «مكبرين الموضوع كثيراً وأنه ما بيستاهل الموضوع ما يجري» أصبحت دولهم اليوم تشهد بإجراءاتنا الاحترازية على المستوى الدولي والعالمي.

والقرارات التي أصدرتها الحكومة الموقرة بناء على التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه بما في ذلك التوجيه الكريم: «على الأمهات العمل من البيت لرعاية أبنائهن في هذه الفترة الحرجة».

علمتني أزمة فيروس كورونا، أن شعب البحرين المخلص الوفي، والمقيمين على أرض الوطن، جميعهم مستعدون للتطوع غير المشروط، لنثبت أننا كلنا #فريق_البحرين الواحد.

علمتني أزمة فيروس كورونا، أن أصحاب السترات البيضاء مستعدون أن يضحوا بأنفسهم من أجلنا دون تأخير، ورجال قوة دفاع البحرين والشرطة والأمن العام يقومون بواجبات كثيرة وهذا هو ديدنهم في وقت السلم. في حين أنه يوجد أناس متخلفين، يعتبرون مخالفة القوانين فعلاً عظيماً ليشعروا أنهم من سلالة سوبرمان منتمون.

علمتني أزمة فيروس كورونا، أن الحكومة مع شعبها حين خففت عليه من الآثار الاقتصادية للأزمة من خلال الإعفاء بدفع فواتير الكهرباء والماء للجميع عن شهر أبريل ومايو ويونيو من هذا العام، ضمن الحزمة التي أعلنت عنها، وتصدر قرارات لحماية التجار، وتراعي المواطنين والمقيمين من دون تفرقة أو تعصب.

علمتني أزمة فيروس كورونا، مدى أهمية البحث العلمي وأنه من الظلم أن نعتبر الشهادة ما هي إلا صورة في برواز، وذلك لنكُف عن انتظار استيراد الحلول العلمية من خارج البلاد.

علمتني أزمة فيروس كورونا، أنها لا تعرف العنصرية ولا تفرق بين غني أو فقير.

علمتني أزمة فيروس كورونا، أنه لا يمكننا الاستهانة بأي أمر ولو كان صغيراً، فغسل اليدين هذا الأمر البسيط يعتبر حلاً للتخلص من أثر فيروس مميت. وأن الطمع والشجع لا يرتبط بملّة أو دين وإنما سلوك فردي لابد أن يحاربه الجميع.

علمتني أزمة فيروس كورونا، أن الأزمات ليس لها إنذار أو توقيت ومخافة الله هي «اليقين»، حقيقة يجب أن ندركها في كل وقت وحين.

علمتني أزمة فيروس كورونا، ألا نكون من الجاحدين، ولنعم الله من الماكرين، فنصبح من الناس الخاسرين. حقيقة لدي من الكلام الكثير ولكن سأترك لكم أعزائي إعادة التفكير..