يقال عند الامتحان يكرم المرء أو يهان، حكمةٌ بالغة، خاصة وقت المصائب والمحن، حيث تظهر المعادن الحقيقية وما في داخل النفوس وقت لا يكون أمام الناس خياران فقط، إما أبيض وإما أسود.
كذلك هي هذه المرحلة التي نمر فيها، ابتلاء ومحن، مرحلة كانت كالامتحان للجميع دون استثناء، من قيادة نزولاً لأصغر فرد في المجتمع، وعلى حجم ومكانة كل شخص يكون حجم امتحانه وصعوبة قراره.
فيروس كورونا وضع فئة التجار في مملكة البحرين في اختبار حقيقي، وللأسف وكما كان متوقعاً فشل جلهم من أول سؤال وموقف، تجار، وقت المحنة لم تجد لهم أي صوت أو موقف في دعم الدولة أو المبادرة بفعل أو مادة.
بل على العكس يظهر هؤلاء على شكل ذئاب بشرية في استغلال الظروف وخوف الناس، فتجد هذا يرفع سعره والآخر يقلل الكمية، والحجة دائماً بأن الطلب زائد!! طبعاً أنتم التجار ونحن فئة الشعب لا نفهم في التجارة ولا قوانينها، ومن أحدها قانون العرض والطلب الذي يتشدق به التجار، «زيادة الطلب تؤدي إلى زيادة السعر» نظرية في علم الاقتصاد، لكن من وضعها؟ أليس أصحاب التجارة أنفسهم «طبعاً الكبار جداً» تلك نظرية، أما الواقع أن حال ارتفاع الطلب على سلعة معينة يرفع التاجر السعر، لعلمه أن المستهلك مضطر نتيجة الظروف البيئية التي يمر بها، فليس هناك سلعة تقوم في الصباح الباكر وتقول «ارتفع سعري اليوم» من تلقاء نفسها، هناك أناس ترفع الأسعار.
هؤلاء هم من يستغل ظروف الناس والوطن، فما يهمهم هو الربح فقط. فإن كنتم لا ترغبون في تقديم ما لديكم فذلك شأنكم، وفي نفس الوقت لا تستغلوا ظروف الناس بحجة زيادة الطلب.
وحتى فئة البنوك التي أوقفت الأقساط ثم خرجت بتصريح رنان بأنها تثمن وتشكر وتقدر موقف الحكومة، كانت ملتزمة الصمت في البداية، ولولا قرار المصرف المركزي الذي ألزمها وأرغمها لما كانت لتتنازل عن قسط واحد.
للأسف وجدناها مراراً على مدى السنوات الماضية، تجار وشركات كبرى وأسماء رنانة كانت تتواجد في بطولات رياضية وترعى حفلات ومهرجانات ليس حباً في الوطن والناس، بل بسبب رعاية أحد كبار القوم لهذا الحدث.
تحية أوجهها إلى مجموعة «اللولو» التجارية والتي تكفلت باستئجار طائرة تجارية حتى تضمن استمرار السلع في الأسواق دون أن يتأثر المواطن والمقيم ويحس بأي تغيير، في ظروف تعطل الشحن على مستوى المنطقة. أمثال هؤلاء التجار وإن كانوا غير بحرينيين، ما يفعلونه هو عرفان منهم لهذه البلاد، على عكس بعض الاستغلاليين، «قال تجار قال».
الأبناء مهما عظم شأنهم يبقون صاغرين أمام أمهم، كذلك الوطن، هو أم الجميع، وخدمة الوطن شرف، والإنسان المحب لوطنه لا ينتظر أمراً أو توجيهاً حتى يقوم بدور إيجابيٍ، بل يبادر من تلقاء نفسه، فكلنا مدينون لهذا الوطن ومهما فعلنا لن نرد أفضاله علينا.