في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، تعيش الرياضة والرياضيون في البحرين أفضل عصورها على الإطلاق. فالرياضي الأول الذي عرف عنه ممارسته الأنشطة الرياضية باستمرار ومنها ركوب الخيل والجولف ومتابعته الحثيثة لأداء المنتخبات الرياضية في مختلف الألعاب داعم كبير للصحة والنشاط البدني. وهذا الاهتمام بالرياضة والمنافسة في ميادين الألعاب المختلفة انتقل من الأب إلى الأبناء، حتى أصبح الأبناء هم قادة الحركة الرياضية في البلاد ويسخرون جل وقتهم في دعم الرياضة بشكل عام والرياضات النوعية الجديدة بشكل خاص ويسعون إلى نشرها في أوساط الناس صغاراً كانوا أو كباراً.
في هذا العهد الميمون تعرف أهل البحرين «والخليج كذلك» على رياضة نوعية من الطراز الأول وهي سباقات الفورمولا 1 وأصبحت البحرين محطة أساسية لاحتضان هذه الرياضة ومع مرور الوقت نجحت في تصدير خبراتها في مجال التنظيم والإدارة لهذه السباقات إلى دول العالم. كذلك، جاءتنا سباقات القدرة وأضافت الكثير لرياضة ركوب الخيل، فهي رياضة المسافات الطويلة والتحمل والصبر. ثم انتقلنا إلى رياضة الترايثلون التي تختبر قدرات الإنسان على التنافس في البر والبحر في أجواء ممتعة ومثيرة. كما تعرف الناس على أحدث فنون القتال وتم تشجيعهم على ممارستها لما لها من فائدة كبيرة في الدفاع عن النفس والمحافظة على الصحة البدنية وتم في غضون سنوات قليلة تأسيس اتحادات متخصصة في جميع أنواع هذه الرياضة.
والمشوار مستمر، حيث شهدنا هذا الأسبوع باكورة بطولات القفز بالمظلة، وهي رياضة نوعية جديدة تدخل في قائمة الرياضات التي يتم تبنيها والاهتمام بها في البحرين. فبطولة سمو رئيس الحرس الوطني الأولى للقفز الحر بالمظلات هي نقطة بداية لإدخال هذه الرياضة - التي تبدأ عادة في المؤسسات العسكرية - من ضمن الرياضات العامة التي حتماً ستجذب الشباب المتعطش للمغامرات و التحدي.
ويحدثني أحد المشاركين في البطولة الأولى قائلاً «بفضل من الله وجهود المسؤولين المحبين للرياضة تحقق حلم كل شاب بحريني مقبل على رياضة القفز بالمظلة من خلال إقامة هذه البطولة على أرض البحرين. قضينا أعواماً طويلة نشارك في منافسات خارجية لنكتسب الخبرة والآن أصبحنا نحن من ننظم هذه المنافسات». وقد ساهم وجود أحد أطول الأنفاق الهوائية في العالم في البحرين المعروف بجرافيتي على تسريع وتيرة الاهتمام برياضة القفز بالمظلة بعد أن فتح الأعين على مهارة الطيران الحر بشكل عام وأصبح مكاناً مثالياً للتدريب لهواة القفز من السماء.
في هذا العهد الجميل، تجد فيه الرياضة أرضاً خصبة للتألق والازدهار. ويكفي أن مئات من المواهب البحرينية تم اكتشافها من خلال دعم رياضات حديثة لم يكن لها أثر في البحرين. هؤلاء المئات مع مرور الزمن سيتحولون إلى آلاف وسيصبح لدينا أعداد كبيرة ممن سيقضون وقت فراغم في ممارسة ما هو مفيد وجزء كبير منهم سيرفعون اسم البحرين في المحافل الإقليمية والدولية بإذن الله وهذا هو المهم وهذا هو المطلوب.
صحيح أننا نمر بظرف كورونا العصيب، ولكن إصرار البحريني على أن تستمر الحياة ورغبته في تحدي الصعاب سمة معروفة لديه. فبعد مرور أقل من عشرة أيام على نبأ تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس المزعج، نعود إلى ممارسة حياتنا وننظم بطولاتنا ونشجع شبابنا على الجرأة وخوض المغامرات. لا يأس مع الحياة ولا اعتراض على القدر.