النظام القطري بدأ يلعب بالنار من جديد عندما قام أمير قطر تميم بن حمد بزيارة إلى طهران وذلك لمواساتهم في حادثة الطائرة الأوكرانية، وكأن هناك رسالة مبطنة مفادها نحن من سنتحمل قيمة التعويضات!

فخطوة أمير قطر هي في غاية السذاجة في وقت تشهد دول الخليج العربي موقفاً حازماً ضد النظام الإيراني لما يشكله من تهديد واضح في التدخل في الشأن الداخلي وتدريب أعوانهم في المنطقة لتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف مقدرات وثروات الدول من أجل إضعافها.

فالنظام القطري أضاع البوصلة فهذا الأمر «صار وانقضى»، وبنفس الوقت قام يلطم نفسه مليون مرة جراء فشله الكبير في احتواء أزمته حتى أصبح في حضن دول «الشر» بل وصل به الحال بأن يكون له الخادم المطيع الذي لا يكل ولا يمل في تقديم العون في كل الظروف.

فاستعباد طهران للدوحة ليس بغريب في ظل الفوضى التي يخلقها النظام الإيراني من أجل تغطية جرائم الحرب التي يرتكبها، فاستهداف طائرة مدنية تعتبر جريمة حرب تستدعي تكاتف المجتمع الدولي من أجل القضاء على نظام يهدد الأمن والسلم الدوليين، فكيف بنظام ضمن المنظومة الخليجية بأن يمول تلك الجرائم ويغطي تكاليف التعويضات في ظل ما تقوم به دول الخليج العربي من جهود لدى المنظمات الدولية لإصدار قرارات توقف المد الإيراني.

في السابق ومع بداية الأزمة القطرية، كشفت الأوراق التي تدين تنظيم الحمدين والنظام بالكامل، واليوم نشاهد أن تلك الأوراق هي مجرد بداية من لا نهاية لها، فهذا النظام المستعبد لدول الشر والذي جعل جميع ثرواته وشعبه رهينة الدول الغربية التي تتآمر على دولنا، وأن الصمت الدولي عليه، جاء ليؤكد بأننا مستهدفون من كل حدب وصوب، حتى وصل الأمر بأن منظومتنا مخترقة من الطفيليات وعلى رأسهم تنظيم الحمدين.

إننا في مرحلة صعبة جداً، والحذر هو سيد الموقف، فالنظام القطري الذي يزعزع استقرار المنطقة ويدعم العدو الإيراني في تقويض أمننا واستقرارنا، يستحق أن يخلع من جذوره في المنطقة واستبداله بنظام جديد يضع للجار اعتباراً، ورغم الخيارات التي طرحت في تجميد عضوية قطر في منظومة دول مجلس التعاون فهو خيار صعب، ولكن أراه في هذه اللحظة هو الأنسب، نعلم بأن هناك شعباً شقيقاً نقدره ونحترمه، وفي ظل الظروف التي نمر بها فإن المنظومة في وضع لا يحتمل أي تنازل أو تغافل عن مهاتراته.

فمن يظن بأننا نبالغ بشأن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الدوحة أو ما تقوم به من بطش في الشرق الأوسط لدعم دول مارقة وفاسدة، فلينظر إلى ما وصلت إليه من تداعيات خطيرة وصلت إلى قتل الأبرياء وتهديد كيانات الدول العربية، وأن ما يقوم به النظام القطري مجزرة بحق كل فرد في الوطن العربي، وأن خيارات الدبلوماسية تصل لمرحلة وستأتي مرحلة بعدها تكون فيها الأمور لا رجعة.

وبالتالي منظومتنا الخليجية أمام نظام قد استعبده العدو حتى جاء ليقبل الأرجل لتقديم واجب الولاء والطاعة لتغطية جرائم الحرب التي ارتكبت، وأن الدول اللاعبة بالقرار الدولي مجرد دمى تتحرك وفق مصالحها الشخصية والاقتصادية، فجميع البروتوكولات والمواثيق التأسيسية للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية قد ضربها النظام القطري عرض الحائط، فماذا ننتظر أكثر لوقف هذا النظام المراهق والذي لا يكبر رغم الدروس التي تمر أمامه؟!