كان بإمكان منتخبنا الأولمبي لكرة القدم الاستمرار في منافسات بطولة آسيا تحت 23 سنة المقامة حالياً في تايلند بل وحتى المنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة لنهائيات كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي ستقام الصيف المقبل في اليابان، غير أن ثمة أخطاء تكتيكية وفنية يسأل عنها الجهاز الفني للمنتخب إلى جانب أخطاء فردية يسأل عنها اللاعبون في مختلف خطوط الفريق الثلاثة، ولا أعتقد شخصياً بأن قصر فترة التحضير التي أشار إليها المدرب سمير بن شمام يمكن أن تكون عذراً أو مبرراً مقنعاً لخروج الفريق المبكر من البطولة، على اعتبار أن الجهاز الفني أكمل ما يقارب الثلاث سنوات مع هذا الفريق وخاض معه العديد من المشاركات وكان الهدف الرئيس هو اجتياز التصفيات الآسيوية والتأهل إلى أولمبياد طوكيو 2020.

الفريق يضم نخبة جيدة من اللاعبين بينهم عدد من نجوم المنتخب الأول الذي حقق بطولتي غرب آسيا وكأس الخليج الرابعة والعشرين، وكان واضحاً حاجة الفريق للتوظيف الأمثل لقدرات اللاعبين خصوصاً في المباراة الافتتاحية التي خسرها الفريق أمام أصحاب الأرض والجمهور بخماسية قاسية سببها الرئيس أخطاء دفاعية فردية «ساذجة» وأخطاء هجومية «أكثر سذاجة» ضاعت على إثرها العديد من الفرص، وفي المباراة الثانية أهدر الفريق فرصة الفوز على نظيره العراقي الذي أدرك التعادل في الوقت بدل الضائع بسبب غياب التركيز رغم تحسن أداء الفريق كمجموعة عما كان عليه أمام تايلند، واستمر هذا التحسن في الأداء في المباراة الحاسمة أمام أستراليا والتي أهدر فيها الفريق عدداً من الفرص مكتفياً بالتعادل الإيجابي، مما أدى إلى احتلال الفريق المركز الرابع والأخير في المجموعة برصيد نقطتين فقط ليودع البطولة مبكراً!

هذا المنتخب يعد النواة المكملة لمنتخبنا الوطني الأول، وعليه فإن اتحاد الكرة مطالب بتقييم هذه المشاركة تقييماً دقيقاً من كل الجوانب بعيداً عن العواطف ومعالجة الأخطاء الفنية والفردية لضمان استمرارية الفريق بشكل أفضل في الاستحقاقات القادمة.