مجرم الحرب الإيراني قاسم سليماني قتل يوم أمس في «العراق»، وضعوا ألف خط أحمر تحت كلمة «العراق»!

ففي الوقت الذي كانت فيه إيران تدعي أنها تحارب «الشيطان الأكبر» أي الولايات المتحدة الأمريكية بحسب الوصف الذي أطلقه الخميني بعيد إطلاق مشروعه «الصفيوني» في المنطقة، وأن واشنطن بقواتها باتت تتمركز في دول عربية، نجد أن الجنازات العسكرية لعناصر من الجيش الإيراني تقام في مناطق بالعراق، وكذلك سوريا. بالتالي السؤال، هل الأمريكان هم من يتوغلون في المناطق العربية، أم الإيرانيون هم من يفعل ذلك؟!

أي جاهل في السياسة سيخبرك بأن إيران، عبر ميليشياتها إضافة لقوات حزب الله، تسيطر على مواقع في ثلاث دول عربية، فالعراق الذي قدمه باراك أوباما هدية لإيران، هو الآن منطقة تمرح وتسرح فيها ميليشيات خامنئي، بينما سوريا ستجد فيها أن الميليشيات الإيرانية تسير فيها دون توجس أو قلق وكأنها على الأراضي الإيرانية، والأدهى أرقام القتل والذبح التي مارسها المجرم سليماني وزبانيته، في حين لبنان المحتل بالكامل جنوباً من قبل العميل الإيراني حسن نصر الشيطان هو يكمل الضلع العربي الثالث، مع محاولة كادت أن تتم بابتلاع الضلع الرابع المتمثل باليمن.

إيران تدعي دائماً أنها لا تتدخل في شؤون الدول وتتهم الأمريكان بذلك، طيب السؤال لماذا قتل مجرم الحرب قاسم سليماني في العراق؟! ماذا يفعل في العراق؟! يحارب داعش؟! وفي حقيقة الأمر أن تنظيم البغدادي المقتول هو أصلاً من بنات أفكار إيران، واسألوا عناصر التنظيم المختبئين في طهران، ومعهم عناصر القاعدة الذين يستضيفهم خامنئي!

قاسم سليمان مجرم الحرب، مقتله حرق قلب النظام الإيراني بالأمس، خامنئي خرج مصرحاً بكلمات باكية، وظريف وزير الخارجية «هلوس» كالعادة ليهدد النظام الأمريكي، والتلفزيون الإيراني نشر مقطعا فيه جنرال إيراني يبكي كالنساء على مقتل سليماني، في مشهد منحط بالنسبة لمئات آلاف العوائل العربية التي قتل سليماني وزبانيته أفراداً منها، وأجبرهم على التهجير والهرب خوفاً على أنفسهم.

تبكي إيران مجرم حرب وسفاح، دفعته دفعا ليجوب الأراضي العربية، في الدول التي سلمت أمرها لإيران، بدل أن تكون هي خط الدفاع ضد الغزو الإيراني.

قائد فيلق القدس، والذي لم يحارب يوماً لأجل القدس، والذي لم يتجرأ يوماً للزحف تجاه القدس، قتل في العراق في غارة أمريكية، بعد أن قام مع زبانيته باستهداف مجمع السفارة الأمريكية في العراق، وعلى إثرها توعد الرئيس الأمريكي بالرد على الإرهاب الإيراني.

لكن أكرر بأن المفارقة تتمثل بأن قائد فيلق القدس، لم يمت شهيداً في القدس، مات وهو يسير بمليشياته محتلاً مناطق في بلد عربي، بلد كان يقف في زمن قديم يحارب النظام الإيراني، ويصد محاولة ابتلاع الشمال العربي، واليوم هذا الشمال تحاول إيران السيطرة عليه بالكامل، العراق وسوريا ولبنان، بينما القدس وفلسطين ليستا على «قائمة الاحتلال الإيراني»!

الآن ستضيع القدس للأبد، فقائد فيلق تحريرها مات، في ظل اكتفاء حسن نصر الله بتهديد إسرائيل بـ«الكلام»، وإرسال أسلحة حزبه إلى صدور العرب في سوريا والعراق، وتدريب بائعي الأوطان ليناضلوا ضد بلدانهم العربية.

تبكي إيران سليماني لأنها خسرت جنرالاً عسكرياً ينفذ أجندتها التوسعية ويستخدم الأساليب الدموية ضد الشعوب العربية، بينما يفرح العرب خصوصاً لأن مجرم حرب، وجنرالاً للاحتلال الإيراني قتل، ونزلت عدالة السماء فيه وهو الملطخة يده بدماء الأبرياء.

إيران تبكيه، وكأنه بالفعل مات في «القدس» شهيداً، ولم لا؟! لربما هو كان في جولة استعدادية أقام فيها معسكرات تدريبية عسكرية في دول عربية، قبل أن يتجه في مساره لجنوب لبنان، ليأخذ حسن نصر الله و«صووايخه» معه، متجهين للقدس ليحرروها ويعيدوها للعرب والإسلام، لكن دونالد ترامب أفسد المخطط كله، وهكذا ضاعت القدس للأبد، لأن سليماني قتل وهو في يزحف باتجاهها «من العراق»!