من المفرح جداً أن يحتفل العالم العربي بمدينتي الجميلة ومسقط رأسي «المنامة». نعم، سيحتفل كل العرب بالمنامة عاصمة للسياحة العربية لعام 2020، وذلك إثر القرار الصادر بعد اجتماع المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته الـ22 الذي استضافته محافظة «الإحساء» عاصمة السياحة العربية 2019 بالمملكة العربية السعودية.

وبطبيعة الحال، كان هذا الإنجاز بفضل «جهود مملكة البحرين في تعزيز السياحة المتبادلة مع دول مجلس التعاون والدول العربية، والتعريف بالمدن التاريخية والحضارات القديمة في المنطقة. وقد نجحت المنامة مسبقًا بحصد لقب عاصمة السياحة العربية في عام 2013، بما يسلط الضوء على تطبيقها لكافة المعايير التي وضعها مجلس وزراء السياحة العرب، وعلى مساعي هيئة البحرين للسياحة والمعارض لاستعراض المملكة كوجهة عالمية تنعم بمكانة سياحية مميزة على خريطة العالم العربي وتتميز بوفرة معالمها السياحية والتاريخية».

من المحرق عاصمة الثقافة الإسلامية، إلى المنامة عاصمة السياحة العربية، ومن عام الذهب إلى عام البطولات. هذه الجهود ليست وليدة الصدفة، وإنما جاءت من خلال جهود جبارة قامت بها مجموعة من الوزارات لعل من أبرزها «الثقافة، والسياحة، والرياضة»، ثم إن هنالك الكثير من الانتصارات على صعيد تتويج البحرين بالكثير من الريادات العربية والدولية. فمن الجميل أن تُكلل هذه الجهود نهاية هذا العام، لتكون المنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2020.

لأن المنامة لا تنام، ولم تنم خلال هذا العام كان حريَّاً أن تكون قبلة للسياحة العربية والعالمية. فكل مقومات السياحة والثقافة والآثار تتمتع بها «المنامة»، فهي من أغزر وأعرق العواصم العربية حضارة، فهي مبنية على الطراز القديم، وسوقها المحلي من أشهر الأسواق التاريخية في العصر الحديث، أمَّا بيوتها فهي عبارة عن بيوتات أثرية سكنتها أعرق العوائل البحرينية عبر امتداد التاريخ، ولهذا لا يمكن انفكاك المنامة عن انتخابها عاصمة للسياحة العربية حين لا يمكن لها أن تنام. وكيف لا وهي العاصمة التي مرت على أرضها الإثنيات والديانات والحضارات بشكل سلس، فكانت واجهة الحرير وطريقه، وطريق التجارة وعنفوانها، ولهذا اختيرت دون سواها.

«منامة» العز والخير، هي عاصمة الإنسان، وهي قبلة المحبين والسلام، كما هي قبلة التسامح والتعايش وقبول المختلف قبل أن تفهم الثقافة الحديثة ذلك، لأنها تتكلم منذ القدم بكل اللغات وبكل الديانات وبكل شيء يحتوي على الحضارة والإنسانية. ومن هنا لن يكون صعباً اختيار مدينتي الرائعة عاصمة السياحة أو عاصمة الثقافة أو أي عنوان يحمل في طياته تعريفاً حقيقياً للإنسان والأرض والتاريخ.