أخطأ من اقتصر وجود «السم» على بعض الحيوانات والزواحف والحشرات، أو حتى بعض النباتات، لأن زمننا الحالي يثبت وجود أنواع أخرى من السم، لكن مصدرها «البشر» أنفسهم، باختلاف درجة «الإماتة» الناجمة عن الإصابة بهذا السم.

نعم سموم بعض البشر قد لا تكون مميتة بشكل فوري، لكن لها تأثير خطير على حياة الآخرين، وبإمكانها أن تقلب حياتهم رأساً على عقب، بل وتغير حال كثيرين للأسوأ.

وصلتني مجموعة توصيفات اشتهرت عالمياً لستة أصناف من البشر، يمتلكون نوعاً من «السموم» التي تؤذي الآخرين، وهنا سأستعرضها معكم، علنا نتجنب الإصابة بهذه السموم من خلال تجنب التعامل مع هؤلاء البشر «السامين» أو معرفة أفضل الطرق لمواجهتها.

* النوع الأول: مستنزف الطاقة: هذا النوع متخصصون بوضعك في حالة توتر. يحاولون تثبيطك بشكل دائم ودونما سبب، وأبداً لا يفرحون لنجاحك أو نجاح الآخرين.

* النوع الثاني: المجامل الزائف: هذا النوع يغرقك بالمجاملة الزائفة، ويحسسك بالنقص العاطفي، وهدفه أن يخلق لديك شعوراً بعدم الراحة في عديد من المواقف، هو كاذب يبدل ألف وجه ووجه.

* النوع الثالث: المتشائم: نوع يحاول دائماً أن يتحدث بتشاؤم عن جهودك ليشعرك بالإحباط، وليحس هو بالراحة. نوع لا يهتم بالآخرين بل يسعى لإثنائك عن تحقيق أحلامك.

* النوع الرابع: المنتقد الأزلي: هذا النوع لا يدعمك أبداً في قراراتك وأفكارك وطموحاتك، بل ينتقص من كل خطوة تقوم بها، ويقلل من كل نجاح تحققه، وهدفه أن يوصلك لقناعة بأنك فاشل فيما تقوم به، أو أنك عاجز عن إتمامه بصورة صحيحة، ويستخدم السخرية الواضحة.

* النوع الخامس: المراوغ: نوع يحاول مسك زمام كافة الأمور وإدارتها، وطريقته عبر ادعاء محبتك وحب الآخرين. غير صادق في علاقته، وتهمه مصلحته فقط.

* النوع السادس: الضحية: نوع خطير جداً، يشعرك بأن العالم ضده، وأنك والآخرون السبب لفشله، يحاول استعطافك لجذب انتباهك، ويختلق أعذاراً غريبة ليبرر فشله أو عجزه، يعتبر نجاحك فشلاً له.

الآن تذكروا الأشخاص الذين تتعاملون معهم في محيطكم، وطبقوا هذه التوصيفات عليهم، وتذكروا كلامي جيداً بجزمي أنكم ستجدون عدداً لابأس به من هذه النوعيات «السامة»، النوعيات التي تركز على نفسها عبر «تعكير» صفو حياتك، أو «انتقادك» الدائم، أو محاولات «التقليل من شأنك»، أو «السخرية والتهكم» مما تفعل أو تنجز، أو «المملون» في أحاديثهم وآرائهم حينما يجلسون معك، أو «المتشائمون» من العالم ومن فيه لأنه لا يسير على أمزجتهم.

إن اخترت أن تختلط مع أحد هذه النوعيات «المسمومة» أو بعض منهم، فإنك ستخوض معاناة في محاولة عدم «التأثر» بهم، وسأكون كاذباً جداً هنا إن قلت بأن هناك حلولاً للتعامل مع هذه النوعيات السامة، بخلاف الحل الوحيد المتمثل بـ»الابتعاد» عنهم.

حياتكم لا يجب أن تكون «مسمومة» فكرياً وذهنياً وعاطفياً، إذ تكفي الأمور السامة الأخرى التي قد تضركم بسبب محيطكم ومؤثراته الكيمائية والبيئية، وآخر شيء يمكن أن تضحوا به هنا هي «عقولكم وأرواحكم» حينما تخاطرون بها، بجعلها عرضة لـ»سم» البشر النافثين بـ»سمومهم» المرضية.