إن الانفتاح على الثقافات المختلفة ومراعاة التنوع العرقي وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى والتعايش السلمي معهم مهم جداً وليس بغريب على شعب البحرين، فنحن دائماً أرض للتعايش والتسامح وتقبل الآخرين، ولكن ما حدث يوم الحادي والثلاثين من أكتوبر في بيوت بعض البحرينيين والمدارس الخاصة لا يجوز أبداً!

الاحتفال بالهالوين ظاهرة سلبية بدأت تتفشى في المجتمعات العربية بشكل غريب، فهل تعلمون ما قصة هذا الاحتفال الشاذ؟

المضحك المبكي أن هناك دولاً غربية كأستراليا واليابان وغيرها من الدول تحاول التخلص من هذه الظاهرة وتسعى للقضاء عليها، في وقت أن الدول المسلمة تتفشى فيها ويشجع الآباء أبناءهم للاحتفال بها!

أطفال يتنافسون على ارتداء الملابس الغريبة المقطعة ويبتكرون الأقنعة الدموية، ويتنكرون بشخصيات مخيفة، ليأتي يوم الاحتفال ببراعة من يحدث أكبر قدر من الصريخ والضجيج بشكل يتنافى مع جميع المعتقدات والأديان السماوية الثلاثة.

يقول بعض المؤرخين إن أقوام الكيلتك القدامى من أيرلنديين وإسكوتلنديين وويلزيين كانوا يحتفلون بعيد السامهاين، هو الأصل الذي تحول إلى عيد الهالوين، فكان يوم السامهاين أول أيّام السنة لدى قوم الكيلتك «الوثنيين»، وهو يعتبر يوم الموتى، وأنهم يعتقدون فيه أن أرواح الموتى في هذا اليوم يسمح لها بالعودة، وقد أدمجوا فيما بعد ذلك عيد الهالوين بعيد القديسين الذي يحتفل به النصارى وكان يعرف باسم «هلوز إيفن»، وهو يعنى ليلة القديسين، وهي الليلة التي تسبق يوم القديسين الذي كان يعرف باسم «هلوز دي» وقد تم اشتقاق اسم هالوين من عبارة «هلوز إيفن» حيث إن الناس في مناطق عديدة من أوروبا يعتقدون أن في هذه الليلة يحلق السحرة فوقهم والموتى يمشون في تلك الليلة بينهم، فيوقدون النيران لطردهم.

كان هذا العيد بسيطاً يحتفل فيه الأوروبيون في كنائسهم إلى أن أصبح اليوم فرصة لبعض الناس للمرح والإثارة ولفت الانتباه فربطوه بثمرة اليقطين وموسم الحصاد والزرع، وتارة بليالي الخريف والرسومات الشيطانية والهياكل العظمية التي تدل على الموت والدم والقتل.

فهل يعقل أن نقلد ما هو يرجع إلى عصور الضلال والظلام ونحن مسلمون؟؟ سحرة، كهنة، عبدة شيطان، إله الشمس، احتفالات ورموز ترجع للعصور الجاهلية! فكيف لنا أن نعزز هذه الثقافة عند أبنائنا؟ وكيف نشجعهم ونقيم لهم الاحتفالات في المدارس والبيوت ليدعون أقرانهم من الأطفال فيلبسون ملابس مقطعة سوداء ويشوهون جمال طفولتهم بمساحيق مخيفة.

أطفالنا أمانة، جميل أن نتعلم ونطلع على ما هو موجود في الغرب إذا كان مفيداً وجميلاً ولكن التقليد الأعمى مدمر، فمكامن خطورة الاحتفال بتلك الظواهر الباطلة يتحتم عليها زرع عادات في أذهان الناشئة فتصبح حقائق مفروغاً منها، فهل سألتم أنفسكم يوماً ما إذا كان الغرب يقلدوننا في موروثاتنا الشعبية وعاداتنا وتقاليدنا كالقرقاعون والحية بية أو حتى الألعاب الشعبية، في المقابل نحن نتطبع بالكثير من أطباعهم، ونعجب كثيراً بكل ما هو موجود عندهم، ونحتفل بالعديد من الظواهر المنسوبة لهم دون معرفة حقائق وقصص وأسباب تلك الظواهر!!