يتمدد في فراشه ويتأفف من كل خيط نور يتسلل لغرفته وقد بلغت الشمس كبد السماء، يتنقل بين أحلامه متناسياً واقعه، أصبح روتين إجازته الصيفية التنقل بين السهر والنوم وألعاب الفيديو ومشاهدة المسلسلات، وإن سألته «شعندك بكرة» رد عليك بأنه مشغول جداً، وفي الحقيقة هو مشغول جداً بصناعة الفراغ الذي خلق لنا جيلاً يكره المسؤولية، بل لا يجرؤ على تحملها، وللأسف يفسد بعض أولياء الأمور أبناءهم بتركهم في حالة الفراغ التي ملأت أذهانهم باللا مفيد، وعندما تسألهم عن سبب عدم إرسال أبنائهم لمراكز شبابية أو مراكز تحفيظ القرآن أو البرامج التربوية التي تقدمها الدولة، فيجيبك بأنه وقت لراحتهم من المدرسة، وأن الأطفال لا يريدون ولا يريد إجبارهم على ذلك، بالإضافة إلى أن البرامج المقدمة حالياً لا ترقى للمستوى المطلوب.

في المقابل من يعيد النظر في الساحة التربوية في المرحلة الجديدة يجد أنها مليئة بمؤسسات المجتمع المدني التي واكبت التغير واتجهت لبرامج تهدف فيها إلى تطوير مهارات الشباب والرقي بهم أخلاقياً وتربوياً ومهنياً، بينما قبع بعضها الآخر في نمطية أنشطته ولم يرافقنا إلى سنة 2019 بل ظل حبيس جدران سنوات نشأة نشاطه وبرامجه، أضف إلى ذلك مبادرات وزارة الشباب والرياضة التي تستهدف تنمية مهارات الشباب وتهيئتهم لسوق العمل بعيداً عن المرح الذي كان هو الطابع العام سابقاً، فنجد المراكز الشبابية في مختلف مناطق البحرين تقدم أنشطة لجميع المراحل طوال أيام السنة، وفي إجازة الصيف تتجلى مدينة الشباب لتستقطب الكثير من الشباب البحريني والناشئة ليحرصوا على تعلم مهارات جديدة في مختلف الأصعدة وهم في هذه السن الصغيرة.

فاحرص يا ولي الأمر على تنمية مهارات أبنائك الشخصية والفنية بعيداً عن الشهادة الأكاديمية التي أصبحت بين يدي الجميع ولا تعطي الأبناء أي أفضلية كما كانت في الزمن القديم، وتيقن أن الفرد في ميدان الحياة يتميز بمهاراته الشخصية وليس بشهادته الأكاديمية فقط.