حينما تكون موظفاً تعمل بأجر، هناك واجبات وظيفية يتحتم عليك القيام بها حتى تستحق صرف المال لك، وكلما التزمت، كان صرف المال لك ثابتاً ولازماً، وإن عملت لـ»وقت إضافي» فإنه يصرف لك «بدل عمل إضافي»، عوضاً عن المكافآت والحوافز التي تمنح لك لو قمت بعمل استثنائي أو أنجزت شيئاً ما.

بنفس الآلية يعمل «مرتزقة النظام الإيراني» الموجودون في العاصمة البريطانية لندن، فهم «مفروض» عليهم بحسب «الأوامر» أن يقوموا بعدة مهام هي كالتالي:

* التظاهر بشكل أسبوعي أمام سفارة البحرين في «بلجريفيا سكوير».

* الصراخ والعويل بشتم البحرين في «الهايد بارك».

* تنفيذ أساليب قطاع الطرق في الشوارع بملاحقة الشخصيات البحرينية وإزعاجها.

* الظهور في القنوات لشتم البحرين وترويج الفبركات والأكاذيب.

ونظير هذه المهام التي يقومون بها، يتم صرف رواتبهم من قبل «النظام الإيراني» من خلال مسؤول «تحويلات التومان» سعيد الشهابي الذي يداوم في مكتبه بمبنى «الأبرار» المؤسسة الإيرانية المتواجد في نهايات شارع «إيجوير رود».

وفي «مهمتهم الوظيفية» الأخيرة، قام سعيد الشهابي ومعه «متسلق سطح السفارة البحرينية» علي مشيمع ومجموعة ممولة بـ»التومان الإيراني» بالتجمع أمام مبنى سفارتنا، حيث وضعت منصة صغيرة للشهابي ليتم تصويره على أنه يقيم مؤتمراً صحفياً «في الشارع» وليطالب فيه المجتمع الدولي بالتحقيق بعلاقة البحرين مع «تنظيم القاعدة»!

المضحك في المشهد كله، أن هؤلاء يتحدثون عن تنظيم إرهابي غالبية فلوله وقياداته هم موجودون الآن في طهران، وفي ضيافة المرشد الإيراني، فلماذا بالتالي يا شهابي لا تسأل «سيدك ومولاك» ليسأل أصدقاءه الموجودين عنده من تنظيم القاعدة ليؤكدوا نظريتك، وكذلك يقرنها أيضاً بشهادة قيادات «داعش» الموجودين في إيران أيضاً؟!

إن كان الشهابي ومن يصرف لهم بالتومان الإيراني يريدون «شيطنة» البحرين، ويريدون للغرب والأجانب أن يصدقوهم، عليهم أولاً أن يفسروا للأجانب «علاقتهم» بالنظام الإيراني، عليهم أن يفهموا الأجانب وبالأخص البريطانيين الذين يعرفون «غلاء المعيشة» في بلادهم، كيف لهؤلاء الذين يدعون أنهم مطاردون ومشردون، كيف لهؤلاء أن يعيشوا في واحدة من أغلى عواصم العالم؟! من يصرف لهم الأموال التي تجعلهم يشترون أكلهم وثيابهم، وبما يمكنهم يومياً من الجلوس على مقاهي الشيشة في «إيجور رود»؟! وبما يمكنهم من التنقل والسفر إلى جنيف والولايات المتحدة ليحضروا مجالس حقوق الإنسان؟!

المضحك أن هؤلاء يزعلون حينما يوصفون بأنهم «مرتزقة إيران»، ويخرج أحد «الدكاكين» المدفوعة بالمال الإيراني، ويعمل تحت غطاء مسمى «مكتب حقوق إنسان» ويقرن اسم البحرين به، يخرج بين فترة وأخرى ليصدر قائمة لكتاب وإعلاميين بحرينيين يزعم بأنهم يمارسون خطاب الكراهية ضد المعارضة!

المهزلة هنا بأن يعتبر هؤلاء أن انتقادنا لخيانتهم وانقلابهم وعمالتهم لإيران بأنها خطاب كراهية. وحينما يصفون أنفسهم بأنهم معارضة! لا لستم معارضة تمارس النقد انطلاقاً من ولائها للبحرين، بل أنتم معارضة لنظام الحكم في البحرين ولشعبها المختلف معكم أيدلوجياً وسياسياً، و»موالاة» للنظام الإيراني الطامع للبحرين. بالتالي التصدي لكم وانتقادكم وكشف ألاعيب وخيانتكم ليست خطاب كراهية، بل هو خطاب تصدٍ لأعداء يشتمون البحرين يومياً.

خلاصة القول بأن سعيد الشهابي وجماعته ملزمون بممارسة واجباتهم الوظيفية، وإلا لاعتبرهم «سيدهم» و»رب عملهم» مقصرين وهذا يعني خصومات في الراتب أو وقفه، وهم لا يريدون «بعد هذا السن» البحث عن «كفيل» جديد يضمن لهم العيش والصرف في عاصمة الضباب.

* اتجاه معاكس:

يحكي التاريخ، وينقل عن شخصيات في المعارضة، منها شخصيات وفاقية، أنه حينما كان علي سلمان أمين عام الوفاق في أواخر الثمانينات في عاصمة الضباب لندن، ومعه شخصيات معروفة من ضمنها عناصر دخلت البرلمان والحكومة لاحقاً، حينما كان سعيد الشهابي يصرف عليهم، جاءه علي سلمان والمجموعة معه ذات يوم وقالوا له بأن المرجعية الدينية في البحرين تود سؤاله عن «مصدر المال» الذي يصرف فيه على «المكفولين» في لندن وهم من ضمنهم. كان جواب الشهابي بإشارة منه إلى الباب، بمعنى «اخرجوا»، وهكذا أصبح علي سلمان يتنقل في أنحاء بريطانيا ليعطي محاضرات في المساجد الشيعية، وأصبح أحد زملائه «سائق تاكسي» إلى أن عادوا للبحرين، فأصبح سائق التاكس نائبا برلمانيا، وأصبح هو زعيم جمعية سياسية، وحينما جاء الشهابي للبحرين بعد «عفو جلالة الملك»، رد الصاع له علي سلمان حينما جعله يستوعب بأن لا مكان له هنا، فعاد للندن ليشق صف الوفاق بحركتي «حق» و»الوفاء».

المهم، نعيد سؤال علي سلمان للشهابي في الثمانينات: من أين أموالك يا زعيم أحرار البحرين؟! لا تصدمنا وتقل أنها من إيران!!