إن من أكثر الأمراض انتشاراً وتفاقماً في مملكة البحرين اليوم هو مرض فقر الدم المنجلي»السكلر». وهو يعتبر تحدياً حقيقياً للرعاية الصحية في البحرين، وهو التحدي المتقدِّم بالنسبة لوزارة الصحة ومستشفياتها وطواقمها الطبية والتمريضية.
نقول هذا بمناسبة اليوم العالمي لأنيميا الخلايا المنجلية، أو ما يطلق عليه فقر الدم المنجلي «السكلر»، والذي يصادف الـ 19 من يونيو من كل عام، أي قبل يومين. ولأخذ فكرة علمية عن هذا المرض المؤلم والمؤذي فإن المختصين اعتبروا أمراض الدم الوراثية بأنها «مجموعة من الأمراض التي تنتقل من الأبوين إلى الأبناء، والتي يكون السبب في حدوثها وجود خلل في تركيب وتكوين كريات الدم الحمراء، فتصبح غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية: الثلاسيميا والأنيميا المنجلية. وتُعد الأنيميا المنجلية أحد أمراض الدم الوراثية التي يحدث فيها اضطراب في الجينات المسؤولة عن تكوين الهيموجلوبين، ويتسبب في التصاق الكريات داخل الأوعية الدموية الدقيقة، وبالتالي يقل تدفق الدم والأكسجين إلى أعضاء الجسم، وتنتج عن ذلك الأعراض المصاحبة للأزمات لدى المصابين بالأنيميا المنجلية ومنها ألم شديد، وضيق في التنفس، وغيرها من الأعراض. وقد صنفت الأمم المتحدة فقر الدم المنجلي بأنه أحد أخطر الأمراض الوراثية المتفشية على مستوى العالم، وتودي أحياناً بحياة الإنسان المصاب بهذا المرض الذي ينتشر في عدة دول أفريقية وأسيوية».
في مملكة البحرين، فإن إنشاء مركز أمراض الدم الوراثية والذي يعتبر الفريد من نوعه في المنطقة، والوحيد المتخصص في تقديم رعاية شاملة لمرضى «السكلر»، والذي يحتوي على 90 سريراً موزعة على الأدوار الأربعة، وفيها كل ما من شأنه أن يقدم للمرضى كل الخدمات الطبية المريحة والمتوفرة، يعتبر طفرة متقدمة جداً في هذا المجال.
وللأمانة فإن وزارة الصحة عندنا تولي اهتماماً كبيراً بصحة مرضى فقر الدم المنجلي «السكلر» وتهتم بتقديم أفضل الخدمات الصحية لهم، على الرغم من كل الشائعات التي تحاول أن تقلل من جهود المركز والرعاية والطواقم الطبية والتمريضية فيه، بل أن هناك محاولات لتشويه هذا المركز، وتضخيم بعض الحالات الفردية والمشاكل الطبيعية التي يمكن أن يقع فيها أي مشفى في العالم.
ومع كل هذه المجهودات الواضحة للمركز، فإننا نأمل أن تتطور بعض الخدمات بصورة أسرع لهؤلاء المرضى من ناحية الوقت وتقليص مدد الإنتظار قدر المستطاع، وأن ينال كل منهم نصيبه الأوفر والأسرع في العلاج. كما أننا نوجه رسالتنا الأخوية لبعض مرضى السكلر بأن عليهم أن يتفهموا طبيعة وعمل المركز، وأن يثقوا أن لا أحد في وزراة الصحة أو حتى في مركز أمراض الدم الوراثية من يسعى لتأخير معالجتهم أو إهمالهم، وإن حدث أي نوع من هذا الأمر بين الفينة والأخرى فهذا لأسباب فنية أو بسبب الضغط الحاصل وليس بسبب تقصير متعمد من أحد. وأن كل ما عليهم هو تحليهم بقليل من الصبر والتَّحمل وتفهّم مسؤولية الطواقم الطبية والتمريضية ممن يعملون في المركز على مدار اليوم، خاصة عند أوقات ضغط العمل.
في الختام وبمناسبة اليوم العالمي لمرض «السكلر»، داعين الله أن يمن عليهم على كافة أحبتنا من مرضى السكلر وغيرهم بالعافية والعطف، وتمنياتنا لهم بموفر الصحة والسلامة.