ربما لا يعرف الناس حجم الاستهداف الذي تقوم به الميليشيات الحوثية الإرهابية تجاه دول الخليج العربي، وبالتحديد تجاه عمقنا الاستراتيجي المملكة العربية السعودية، والسبب يعود إلى أن كثيراً من الهجمات الإرهابية باستخدام الصواريخ الباليستية وغيرها التي يطلقها الحوثيون يتصدى لها الدرع الصاروخي السعودي بكفاءة واقتدار، وما يتنامى لعلمنا وما ينشره الإعلام هو فقط تلك الهجمات التي توقف أضراراً طفيفة وتسقط بعض الجرحى.
ما نعرفه من أرقام بأن ميليشيات الحوثي الإهابية أطلقت قرابة 900 صاروخ حتى الآن باتجاه السعودية، وشخصياً رأيت بأم عيني صاروخاً إرهابياً يتم التصدي له من قبل الدرع الصاروخي السعودي في إحدى الليالي فوق منطقة الدرعية التاريخية وسقطت شظاياه على منطقة عرقة بالرياض ما أدى لوفاة مقيم مصري جراء ذلك.
وفجر الأمس انتشرت أخبار استهداف هذه الميليشيات الإرهابية لمطار أبها، حيث سقط مقذوف متفجر في صالة المسافرين ونتيجة لذلك أصيب 26 شخصياً بحسب البيان الرسمي السعودي، وفي المقابل نشر الإعلام الحوثي عبر قنواته عن إطلاقه صاروخ «كروز» على المطار.
ما يفرض تساؤلات عديدة بشأن القدرات العسكرية الحوثية، ومن أين تتحصل جماعة إرهابية يفترض أنها تحارب بأسلوب حرب العصابات على هذه الصواريخ المستخدمة في استهداف السعودية ودول الخليج؟!
البيان السعودي أكد مجدداً على الدور الذي يلعبه النظام الإيراني في دعم وتسليح الحوثيين، باعتبار هؤلاء أتباع ومرتزقة لنظام يكن كل الكره والحقد والعداء لدول الخليج وعلى رأسها السعودية.
السعودية قادت التحالف لأجل الشرعية، بدأت بعاصفة الحزم، ومن ثم إعادة الأمل، وكان الهدف هو حماية اليمن الشقيق من ابتلاع كان وشيكاً جداً من قبل المليشيات الموالية لإيران، ولو لم تتحرك السعودية ومعها الدول المتحالفة لأصبح حال اليمن اليوم كحال سوريا المتحكمة فيها إيران، أو لبنان الذي يعاني من احتلال في جنوبه من قبل «حزب الله» الذراع العسكري لإيران، أو العراق الذي مزقت أوصاله وتقاسمت مناطقه الميليشيات المسلحة الإرهابية والتي أغلبها يوالي النظام الإيراني.
إيران مازالت تحاول العبث في منطقتنا، مازالت تحاول تجنيد العملاء، واستخدام المرتزقة في تنفيذ العمليات الإرهابية، ولولا لطف الله وثم يقظة الدفاع الصاروخي السعودي عبر رجاله البواسل، لوجدنا أرقاماً كبيرة -لاسمح الله- لشهداء وجرحى من المدنيين.
هذه الإمدادات العسكرية من صواريخ متنوعة ومقذوفات مصدرها إيران، وطريقة إيصالها للحوثيين تتنوع عبر محاولات تسلل عديدة، كثير منها ضبطت في مياه الخليج الإقليمية، لكن تاريخ النظام الإيراني المصدر للإرهاب يكشف كيف أنه -أي النظام- لا ييأس ويحاول مرات ومرات التسلل عبر مياهنا وأراضينا، وما يعزز له ذلك هو وجود مجموعات وتكتلات باعت عروبتها وبلادها لأجل أن تحظى بدعم إيراني للسيطرة على هذه المناطق.
لابد وأن نصل لمرحلة يتم فيها القضاء على الحوثيين وعلى كل الخلايا الإيرانية السرطانية التي تمارس الإرهاب، والأفضل أن نصل لمرحلة نرى فيها النظام الإيراني الفاشيستي يتهاوى وتتغير السلطة في هذه الجمهورية ليسقط الاستبداد والطغيان الذي يمارسه الخامنئي وأزلامه، ويحل محله نظام يحترم الجيرة مع الدول المجاورة، ويوقف سياسة الإرهاب ودعم الإرهابيين، والأهم نظام يركز على الداخل الإيراني والمواطنين هناك، عبر إعطائهم حرياتهم وحقوقهم، ووقف القمع بحقهم وإنهاء سرقة خيرات هذا البلد.
حفظ الله بلادنا وبلاد الحرمين الشريفين ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره من شر هذا النظام الإرهابي الذي لابد وأن يزول للأبد.