حادثة مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا الذي أنشأه الاتحاد السوفيتي قبيل استقلال الأخيرة هي حادثة يجب أن يعلم تفاصيلها الجميع وبحذافيرها للأجيال القادمة، حيث وقع الانفجار لمفاعل تشرنوبل بتاريخ 26 أبريل 1986، وكانت المواد المشعة حينها تعادل 200 قنبلة كالتي ألقيت في هيروشيما في الحرب العالمية الثانية.

نحن نتحدث عن مفاعل أنشأه الروس وقد أفضت لجان للتحقيق إلى خطأ بشري إضافة إلى سوء المواد المستخدمة لفصل المفاعل عن العمل، وفي المقابل ونحن على ضفاف الخليج العربي وبمقابلنا مباشرة مفاعل نووي اسمها محطة بوشهر لتوليد الكهرباء، وقد بدأت شركات ألمانية حينها بالعمل على إنشاء تلك المحطة وقد قررت الانسحاب عام 1979، بسبب قيام الثورة الخمينية، لتعاود العمل بالمحطة من قبل الروس عام 1991.

فالمقاربات كبيرة بين النظام الشيوعي آنذاك الذي تكتم على حادثة تشرنوبل ونظام الملالي الذي مستعد أن يتكتم عن أي حادثة قد تحدث في هذه المحطة، ولنستوعب الموضوع بشكل أكبر، الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات على إيران وانسحابها من الاتفاق النووي لعلمها الكامل بأن ما يجري في إيران لا يسير بالشكل الصحيح.

ولنكمل الحديث، إن المحطة النووية التي تولد الكهرباء في بوشهر لا تحظى برقابة دولية صارمة عليها، وقد أكدت الخارجية الأمريكية في بيان لها أنه ابتداءً من الرابع من مايو الحالي أنه «أية مساعدة لتوسيع منشأة بوشهر للطاقة النووية الإيرانية قد تخضع للعقوبات وكذلك الأمر بالنسبة لأية نشاطات تعنى بنقل اليورانيوم المخصب إلى خارج إيران لاستبداله بيورانيوم طبيعي».

ومن هنا يتضح جلياً، أننا أمام نظام لا يعي تماماً خطورة محطة بوشهر، حيث إن الخبرات المتواجدة بهذه المحطة تعتبر متواضعة، وأن وقف البرنامج النووي الإيراني أصبح ضرورة قصوى، ونحن على بعد 250 كيلو متراً من المحطة، فأن أول الأضرار ستكون بمياه الخليج العربي والذي يعتبر المورد الأساسي للياه الشرب وصيد الأسماك.

حادثة تشرنوبل يجب أن تجعلنا أن نتمعن بها جيداً، لأن نظام الملالي لا يضع للإنسانية منهجاً له فهو نظام متعجرف لا يكترث بأي شيء سوى مصالحه، فالفرصة اليوم مواتية للضغط أكثر ولخنق النظام لتكون جميع منشآته النووية تحت رقابة دولية محكمة، فعلى دول الخليج العربي وشعوبها أن تعي بأن نظام الملالي هو ورم خبيث ينشر سمومه على شواطئ الخليج العربي.