أنا من المحظوظين والحمد لله، إلا في اقتناء الهواتف النقالة، فحالتي تصل حد المأساة. فقد أردت دائماً الحصول على التلفون الفاخر فيرتو «VERTU» من إنتاج مصنع بريطاني يصنع هواتف ذات جودة عالية وخدمات خاصة مثل خدمة vertu concierge service. وتعمل الشركة بشكل مستقل قائم على الهواتف المحمولة الفاخرة. والشركة فرعية ومملوكة بالكامل من الشركة نوكيا المصنعة للهاتف النقال الفنلندي. كنت كثير الاعتزاز به بعد حصولي عليه، وأتباهى بحمله في يدي في أول أيام استخدامه، بل لم أضعه في جيبي مطلقاً، ثم توالت ثلاث كوارث. الأولى ألا أحد يعرف التلفون وخصوصيته بل يظن البعض أنه صيني أو هندي أو ماركة رخيصة غير معروفة، فتعرضت من بعض أولي أمري لتأنيب حاد لماذا لا أشتري تلفوناً يليق بي. أما الكارثة الثانية فكانت سقوط الهاتف في حمام سباحة في بيروت وهو في جيبي!! وقد نجحت فكرة وضعه في كيس أرز 24 ساعة فجففته وشفطت الماء منه، بل أزالت انتفاخ الجلد الذي يغطيه. لكن الكارثة الثالثة تمثلت في إغلاق الشركة بعد استخدامي له لعام واحد فقط -مع أن هذا النوع من الهواتف مكفول 7 سنين- فقد اشتراها رجل عمال تركي، قرر ألا جدوى من الاستمرار، فسرح المائتي عامل في المصنع وهم من العمال المهرة لأن التلفون يصنع باليد كاملاً، ثم تحول للمخازن، فباع مفرداً الجلود الفاخرة التي يغطى بها الهاتف، كما باع الكريستال الذي كانت تصنع منه شاشة الهاتف غير القابل للخدش أو حتى الكسر. كما باع ما في المخزن من مجوهرات كانت تزين بعض الجهزة التي يطلبها الأثرياء. المهم تحول الهاتف في يدي إلى قطعة من المعدن اللماع غير القابل للصدأ لكن لا يوجد له قطع غيار.

قررت ألا أتنازل وباستخدام تلفون عادي، وبعد استخدام هاتف هواوي بورش «Huawei porsche « بستة أشهر فقط قامت شركة غوغل بإسقاط ترخيص أندرويد الخاص بهواوي. والأمر جزء من أزمة بدأت بين واشنطن وشركة الاتصالات الصينية «هواوي»، في فبراير 2018، فمكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية لديه شكوك مقبولة حول قيام هواوي بزرع رقاقات داخل الهواتف المحمولة بغرض التجسس. فما كان من البنتاغون إلا أن حذر الأمريكيين من شراء الهواتف المحمولة صناعة هواوي. وتلا ذلك قرار وزارة الدفاع الأمريكية في مايو 2018 بحظر استخدام الهواتف المحمولة لهواوي في القواعد العسكرية الأمريكية.

لقد أمر الرئيس ترامب غوغل أن توقف نظام التشغيل أندرويد عن هاتفي، حيث ستتوقف غوغل عن تقديم الدعم الفني لهواتف هواوي. فما هو هاتفي القادم من شركة غير معرضة للتسييل أو سحب ترخيص نظام التشغيل فيها؟!

* بالعجمي الفصيح:

معركة تكنولوجيا الجيل الخامس قد بدأت، ولكم تصور حالنا ونحن كحكومات وأفراد ضحايا سحب التراخيص، حيث نمسي ونصبح فنجد أننا غير قادرين على الوصول إلى بريدنا ووثائقنا وأفلامنا وصورنا وهلا بالخميس، وعيدكم مبارك.

* كاتب وأكاديمي كويتي