لا يبدو أن الفتنة الطائفية في العراق ستصل إلى نهايتها، فكيف ستقف والفصائل التابعة لإيران تعتاش على الطائفية ولا تستطيع البقاء تحت شمس التعايش السلمي، بالإضافة إلى أن ارتباطها بإيران أو بالحبل السري للتدفقات المالية هو رابط طائفي بالدرجة الأولى. وعلى رأس الفصائل المثيرة للفتنة الطائفية بالعراق «حزب الله» العراقي المسمى على شاكلة «حزب الله» اللبناني المثير للفتنة في لبنان.

وقد تشكلت كتائب الحزب بعد الاحتلال الأمريكي وتصاعد النفوذ الشيعي، فظهرت كتائب لواء أبي الفضل العباس، وكتائب كربلاء، وكتائب السجاد، وكتائب زيد بن علي. وجميعها فصائل مسلحة شيعية متشرذمة ومتناحرة، ويحاول كل فصيل مثل عصابات نيويورك الاستحواذ على منطقة معينة يأخذ من أهلها الإتاوات باسم توفير الأمن. وبعد كثرة التقاتل قرروا التوحد تحت اسم «حزب الله العراقي» والهدف المعلن لهذه التجمعات محاربة المحتل الأمريكي. إذ اتصل الحزب بإيران وأصدر الحزب عدة بيانات مؤيدة لإيران، وبعد لغط وتهديد للولايات المتحدة أدرجته على قوائم الإرهاب «2009»، لكن بعد انسحاب الأمريكان نهاية «2011» تغيرت «المقاومة» إلى «النهضة» ليصبح اسمه حزب الله- النهضة الإسلامية.

وبعد الحشد الأخير على طهران ومثلما هو متفق عليه بين الرأس الإيراني والأذناب، تحرك «حزب الله» اللبناني والحوثيون ومن لف لفهم لمهاجمة دول الخليج والمصالح الأمريكية، لكن الوضع في العراق كان أشد خطورة، حيث سيطر الترقب في ضوء تحذيرات وقرارات متسارعة من دول غربية بسحب رعاياها وتعليق أنشطتها في العراق وسط مخاوف في بغداد من أن تنقل إيران المواجهة للعراق وبأدوات عراقية، وهو ما يحمل العراقيين أعباء معاناة جديدة من الحرب. ثم حدث أن كشفت تقارير استخبارية عن تمركز صواريخ لميليشيات حليفة لإيران قرب مواقع القوات الأمريكية في العراق.

كل ذلك مفهوم، لكن غير المفهوم هو لماذا انحرف «حزب الله» العراقي عن سير بقية «الشلة» الموالية لإيران وأراد إشعال فتنة طائفية داخل العراق وبين العراقيين؟!! فكما قلنا يمكن لأذناب إيران مهاجمة مصالح أمريكا، لكن أن يهدد «حزب الله» العراقي بقتل مواطن عراقي فذلك غير مفهوم..!! كما من المحير أن يكون المقصود بالتهديد بالقتل رئيس برلمان العراق محمد الحلبوسي العراقي والزعيم السني، بل أرفع منصب سني في العراق. فقد تكشف أن عناصر من ميليشيات «حزب الله» العراقي هددت رئيس البرلمان، بالقتل قبل أيام بسبب موقفه من الصراع الأمريكي الإيراني، ولأنه صرح أن بغداد مستعدة للتوسط بين واشنطن وطهران، إذ تمكنت هذه العناصر من إرسال رسالة تهديد بالقتل حملت شعار وختم «حزب الله» العراق، من خلال اعتراض سيارة سكرتير الحلبوسي في إحدى شوارع العاصمة بغداد وطلبت منه تسليم الرسالة بشكل شخصي لرئيس مجلس النواب. ومن اعترض السيارة يعرف باسم أبو حيدر وهو من قيادات ميليشيات «حزب الله» العراق.

* اختلاج النبض:

لو قتل «حزب الله» العراق محمد الحلبوسي العراقي وهو الزعيم السني وصاحب أرفع منصب سني عربي في العراق، لنشبت حرب طائفية جراء فتنة أشعلها «حزب الله» العراقي. فمتى ستقوم حكومة بغداد بإجراءاتها؟!!