تأتيك بداية الأخبار بمصدرها: طهران، قم، النجف.. إلخ، من مناطق تمد إيران فيها نفوذها، وتسيطر عليها، وعلى إرادة جموع غفيرة فيها.
مصدر الخبر من هناك، وناشره ستجده إما وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»، أو قناة «العالم» الكاذبة، أو قناة «المنار» المنبر الإعلامي لحزب الله، أو وكالة «مهر» أو «فارس» أو «آل البيت»، وكل منبر إعلامي إيراني.
ومضمون الخبر، لا علاقة له بشأن إيراني داخلي، ولا علاقة له بأخبار عن تنمية إيران وتطوراتها الاقتصادية، ولا عن شعبها ومعاناته وحقيقة ما يتعرض له، بل مضمون الخبر وعلى شاكلته عشرات الأخبار تنشر بشكل يومي، مضمونه «البحرين» ولا شيء آخر.
لكن «قمة المهزلة» هنا هو فحوى المضمون، بالأخص حينما يكون الخبر مبنياً على تصريحات أو أقاويل صادرة ممن يفترض أنهم «بحرينيون» لكنهم في الأصل «عملاء لإيران»، ممن تؤويهم طهران، وتصرف عليهم، وتهربهم إليها حينما يتم الحكم بمطلوبيتهم أمام العدالة، وممن جندوا ليكونوا طوابير خامسة داخل البحرين وفشلوا في مهمتهم واندحروا ففروا هاربين، أو ممن «لا وجود لهم» أساساً، بل تنشر لهم بيانات «بصيغة الجمع المبهم».
مثلاً، لو أحصيتم كم مرة خرجت القنوات الإيرانية ووكالاتها الخبرية بأخبار وتقارير مضمونها يستند على المصدر «علماء البحرين»، ستجدون كماً كبيراً من هذه النوعية من الأخبار، مع مفارقة أنه ولا واحد منها يتضمن «اسم عالم واحد فقط»، معقولة؟! من بين جموع العلماء البحرينيين، لا تملك الوكالات الإيرانية «اسماً واحداً» لتقدمه متصدراً المشهد؟!
هنا عليكم التفريق بين البيانات التي تصدر من داخل إيران، أو المعاقل التي تسيطر عليها سواء في لبنان أو العراق، حينما تبرز بعض وجوه «العملاء» مثل الوفاقي الهارب حسين الديهي، أو المفبرك ميثم السلمان، والآن نجد مرجع الوفاق «المعمد» بصفة «آية الله» من خامنئي إيران نفسه، ونعني عيسى قاسم المتواجد في النجف، ويتردد بأنه يتنقل بمعية حرس إيرانيين، والتفريق بين البيانات التي تصدر تحت صيغة «علماء البحرين».
النظام لديه طريقتان في إصدار البيانات الإعلامية التي تستهدف البحرين، الأولى عبر ضغط زر «ابدأ» لعملائه وطوابيره الخامسة ليخرجوا ويصرحوا، مثلما فعل قبل يومين عيسى قاسم، من كان يدعي المرض وقرب الموت، وفجأة بعد تكرم مملكة البحرين عليه بعلاجه في الخارج، ذهب إلى أحد المعاقل الإيرانية المحتلة في العراق لينفث سمه من جديد، رغم أن صوته اليوم «صداه أضعف»، لأن وجوده خارج البحرين لا يخدم مخططات إيران حينما كان بداخل بلادنا يحرض ويحشد ويخطط ويوجه، صلاحية هؤلاء العملاء تكون من خلال المواقع والأراضي التي يزرعون فيها، لكن حينما يفشلون ويخرجون من مواقعهم، ويعودون لمواقع من «يستأجرهم»، لا دور لهم سوى «التصريح» حينما يؤمرون بذلك.
والطريقة الثانية، حينما يريد النظام الإيراني التصريح بشيء، ويسعى لإيهام الناس، بأن هذا الكلام صادر من داخل البحرين، يقوم بوضع ما يريد نشره من تصريح وتحريض، ويلصق فيه مسمى «علماء البحرين»! عن أي علماء يتحدث هذا النظام؟!
علماء البحرين مكانهم في البحرين وعلى أرضها، بالتالي «الفبركة» مكشوفة، والكذب واضح، أما إن كان النظام يقصد حسين الديهي ومن على شاكلته من الموجودين في قم وطهران، فهؤلاء مسماهم «عملاء إيران» فقط تصحيحاً للمصطلحات. حالهم حال من يسمون أنفسهم «أحرار البحرين» وهم بالأصح «مرتزقة إيران» في لندن.
ما تقوم به البحرين من إجراءات وتحركات حفاظاً على أمنها الداخلي، وصداً للمخططات الإيرانية من قبل هذا النظام «السادي» وعلمائه، أمر واضح بأنه يزعج خامنئي، بالتالي ها هي ردود الفعل المغلفة بالكذب، وها هي التصريحات «المدفوعة» من العملاء كعيسى قاسم وغيره.