جلالة الملك في بريطانيا حالياً لحضور سباقات مهرجان «ويندسور» للخيول، وهي سباق يحرص جلالته على حضوره سنوياً، وتسعد جلالة الملكة إليزابيث الثانية بوجود ملكنا في هذه الفعاليات، تأكيداً على عمق الروابط بين المملكتين، وتعزيزاً لهذا التعاون الممتد منذ عقود طويلة.

في كل مرة، وحينما تتناقل وكالات الأنباء صور الملك حمد خلال الفعاليات، وهو بجانب الملكة صاحب الحكم الأطول في العالم، يتبادلان الأحاديث الودية، والابتسامات والضحكات، هناك من «يحترق» لرؤية هذه المشاهد، وهناك من يحاول دائماً أن يشوش على الزيارات البحرينية البريطانية التي تتم على أعلى مستوى.

هناك مجموعات موجودة في لندن، تنسب نفسها للبحرين، وأنشأت لها «دكاكين» لحقوق الإنسان، أسمتها منظمات، وأقحمت اسم البحرين فيها إقحاماً، حتى يتم ذكر اسم بلادنا في أي تقرير أو أخبار تنقل عنها، وهذه المجموعات تنشط على وسائل التواصل الاجتماعي، عبر نشر تقاريرها وتغريداتها التي تحاول فيها النيل من البحرين وتشويه سمعتها، وتستميت على «محو» اسم إيران في المشهد المعني بمحاولات استهداف البحرين.

طبعاً هؤلاء لا علاقة لهم بالبحرين إطلاقاً، سوى الاسم الذي يحاولون إقرانه في توصيفهم، أو أخبارهم، حتى تنقل الصحف والوكالات أخبارهم، وتشير إلى أن هذا بيان صادر من «مركز حقوقي بحريني» أو تعليق سياسي نشره «مركز حقوقي بحريني»، بينما لو تكلفت وسائل الإعلام الأجنبية وبالتحديد البريطانية بسؤال هؤلاء «البحرينيين» كما يدعون، والموجودين كمقيمين في لندن، لو سألتهم عن مصدر تمويلهم لفتح «دكاكينهم» الحقوقية، أو للتكفل بمعيشتهم في أحد أغلى العواصم الأوروبية، لصمت هؤلاء «الملعلعون» في مهاجمة البحرين، ولعجزوا عن الإجابة، لأن الإجابة باختصار هي «التومان الإيراني»، والوسيلة هي عن طريق «الصراف الآلي الإيراني» في لندن سعيد الشهابي.

نعم، الصحف البريطانية ستتعاطى مع هؤلاء على أنهم يمثلون معارضة في المنفى، لكن المضحك أن هؤلاء لا يعتبرون معارضين بقدر ما يعتبرون «مرتزقة» لجهة أجنبية تستهدف البحرين، لا يخرجون عن كونهم «طوابير خامسة» للنظام الإيراني، حالهم حال التنظيمات الإرهابية التي تنشأ للتحريض على الإرهاب والدعوة إلى العنف، مثل «القاعدة» و»داعش» و»حزب الله» وغيرهم.

قلت لصحفي بريطاني ذات يوم، هؤلاء من يخاطبونكم بخطاب فيه من المسكنة وتمثيل الظلم والاضطهاد، ويدعون أنهم مطاردون، وأنهم مدافعون عن الحقوق والحريات الإنسانية، فقط ضع أحدهم تحت اختبار بسيط جداً، تحاور معه بشأن حقوق الإنسان، تحدث معه عن المبادئ الأساسية في الحريات، ناقشه عن رأيه في الحريات المدنية وحقوق الأفراد، قف على رأيه من عملية مصادرة حقوق الناس وإراداتهم الحرة، وحينما يبدأ في كلامه وتنظيره، اسأله عن أحد الأمثلة الشهيرة من انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، اسأله عما يقوم به حزب الله الذراع العسكري الإيراني في سوريا، اعرض عليه الإحصائيات التي تتحدث عن السجن بلا محاكمات، والتعذيب الوحشي، وقتل المعارضين، وقمع المظاهرات في إيران.

لتعرف حقيقة هؤلاء، تحتاج لميزان بدائي جداً، ضع البحرين في كفة، وضع إيران في كفة أخرى، واجعل أوزانك التي ستستخدمها متمثلة بحقوق الإنسان، حقوق المعارضة، حقوق أهل المذاهب، الحريات، المحاكمات العادلة، وعندها ستعرف هؤلاء إلى أي كفة ينتمون، وهل يستحقون أن يطلق عليهم بحرينيون يديرون مراكز حقوقية بحرينية، أم أنهم «أحذية إيرانية» صُنعت في البحرين؟!