منذ العهد الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، ومملكة البحرين يشع بين أرجائها نور الإصلاح، بدعائم العدل والمساواة. ملفات كثيرة كانت عالقة والمجتمع بأمس الحاجة إلى فتحها حتى تم تناولها بشكل جاد مع المشروع الإصلاحي. وكانت النتائج مرضية، لله الحمد، للجميع، مثل ملف قانون الأسرة الموحد، وانتقال المحاكم الشرعية إلى منطقة بعيدة عن المحاكم العامة، وملفات كثيرة، خدمت المرأة والطفل والأسرة، وأصبحت مملكة البحرين تروي تجاربها الناجحة، في هذا المجال بكل فخر واعتزاز. إلا أن ملف منح الجنسية لأبناء الأم البحرينية لايزال عالقاً، ونرجو المبادرة في ذلك بأسرع وقت ممكن. أعلم بأن هذا الملف من الملفات الحرجة التي يجب أن يتم تناولها بحرص وحذر، إلا أنه مثلما ذكرت في مقالات سابقة بأن الأم البحرينية التي تتجذر أصولها في هذه الأرض المتزوجة من أجنبي يجب أن يمنح أبناؤها الجنسية البحرينية، ذلك لأن الأم هي المربي الأول للأبناء، يتخرج من مدرستها وتربيتها جيل يحمل في قلبه وسلوكه الانتماء والولاء والمواطنة لهذه الأرض، وبالتأكيد سوف تحرص الأم البحرينية على أن تزرع في وجدان أبنائها حب الأرض، وتنقل عاداتها وتقاليدها لأبنائها حتى في لكنة كلامها، فالأم هي كما قلت المعلم الأول وهي المدرسة التي يتخرج منها الأبناء، وحتى يكتمل جني ثمار هذه التربية التي تؤطرها المواطنة الصالحة لا بد أن يمنح أبناء البحرينية المتزوجة من أجنبي الجنسية البحرينية.

قضايا كثيرة مطروحة في هذا الشأن ولاتزال الأمهات البحرينيات على أبواب الفرج، منها هذه القضية الإنسانية التي تنتظر منح الجنسية لأبنائها، امرأة بحرينية تزوجت من أجنبي، كانت ثمرة هذا الزواج بنات وابناً من ذوي العزيمة، الأب يعمل في إحدى وزارات الدولة، منح الأب الجنسية البحرينية مؤخراً -منذ خمس سنوات تقريباً- بعد اجتياز الشروط المطلوبة، هذه الأسرة أصبحت أسره شبه بحرينية، فالأم بحرينية -أباً عن جد- والأب مكتسب للجنسية، أما الأبناء فهم أجانب لأنهم يحملون جنسية والدهم السابقة، تقدم الأبناء لطلب الجنسية كونهم مواليد البحرين ومازالوا في طابور الانتظار منذ عام 2001، كبر الأبناء إلا أنهم مازالوا يطرقون كل الأبواب القانونية حتى يتم منحهم أمنية حياتهم، خاصة وأنهم يعانون من تحديات كثيرة أهمها رسوم الدراسة والتوظيف وبعض الخدمات، ولايزالون يناشدون أصحاب الرأي في تخفيف معاناتهم والالتفات إلى حاجتهم المصيرية، ناهيك عن الابن المعاق وما يحتاجه من رعاية واهتمام بأقل التكاليف، هؤلاء هم أبناؤنا أيضاً ولدوا وترعرعوا على هذه الأرض، نتمنى من أصحاب القلوب الكبيرة أن يلتفتوا إلى هذه العائلة حتى تكتمل فرحتهم ويكونوا دائماً تحت ظل ملكنا المفدى حفظه الله ورعاه.