جاءت الزيارة الميمونة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى جمهورية تركمانستان، تعزيزاً لنهج دبلوماسية القيادة التي ظل يقوم به جلالته منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد بكل اقتدار ونجاح، وفق سياسات ترسخ أسس التعاون الثنائي البناء والمثمر سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ورؤى تسبر أغوار المستقبل، وتفتح أبوابه.

واتسمت زيارة جلالته إلى عشق أباد بطابع خاص ومميز نحو توسيع قواعد التعاون الاقتصادي والاستثماري في عدة مجالات مع البلد المسلم المسالم والصديق، وبالتالي فهي تدخل في إطار الاستراتيجية التي تخطها المملكة لمستقبل علاقاتها مع دول الشرق عامة وآسيا الوسطى، حيث تركمانستان وعدد من الدول الصديقة الأخرى.

ولم يكن من المستغرب أن يجد عاهل البلاد المفدى، الكثير من الحفاوة التي بدت جلية في عبارات الثناء غير المنقطعة، وامتنان تركمانستان لدعم مملكة البحرين التاريخي في أروقة الأمم المتحدة، والمشاركة بفاعلية في كل نشاطات عشق أباد السياسية والدبلوماسية.

كما لم يكن مستغرباً أن يحظى جلالته بتكريمين هو أهل لهما من فخامة الرئيس التركمانستاني، أولهما تقليد جلالة الملك بوسام (الحيادة التركمانستاني)، تقديراً لجهود العاهل المفدى في دعم علاقات البلدين، وثانيهما أن يكون حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أول من تمنحه تركمانستان هذا الوسام رفيع المستوى، وذلكم رداً تركمانستانياً جميلاً ولائقاً وأنيقاً للتكريم الذي وجده الرئيس التركمانستاني بتقليده "وسام الشيخ عيسى بن سلمان" أبان زيارته إلى المملكة في 2011.

وما أثمرته زيارة جلالة الملك المفدى من توقيع لاتفاقيات ومذكرات تفاهمم عدة تقوي الروابط بين البلدين، وتمنح التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين في المحافل الدولية دفعة كبيرة للاستمرار والنمو، فضلاً عن تنمية التبادل التجاري مع تركمانستان ودول "التعاون" كمنظومة اقتصادية كبرى في العالم وسوق استثمارية واسعة، يؤكد صدق وسلامة توجه جلالة الملك المفدى، نحو تحقيق صداقات ومصالح مشتركة تعود بالنفع والخير لشعب البحرين خاصة ودول مجلس التعاون عامة.