لا مكان للتنمية في منطقة لا تنعم بالاستقرار، فالتنمية تتطلب توفر بيئة مستقرة، ولا استقرار من دون توفر الأمن، وهذا وذاك لا يمكن أن يتحققا في ظل وجود إرهاب تتم محاربته على استحياء أو بجهود متفرقة. من هنا تأتي أهمية التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط فهو الضامن لتحقق الأمن المفضي إلى تحقق الاستقرار في المنطقة والذي يوفر كل الفرص اللازمة لتحقق التنمية، ومن هنا جاء موقف مملكة البحرين المتمثل في المشاركة الفاعلة في هذا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بغية تحقيق الأهداف المرجوة.
الاستقرار والأمن والتنمية أمور لا تتحقق في بيئة يتحرك فيها الإرهاب والإرهابيون بارتياح، لذا ينبغي العمل على محاربة الإرهاب بكافة أشكاله ومصادر تمويله والتعامل مع الإرهابيين بطريقة تفضي إلى إنزال الهزيمة بهم والقضاء عليهم.
هذا ما أكد عليه وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة لدى مشاركته في اجتماع التحالف الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط الذي عقد أخيراً في واشنطن والذي أضاف في الكلمة التي ألقاها إلى أن «البحرين التي عانت من الإرهاب الموجه من الداخل والخارج تعد شريكاً فاعلاً في مكافحة الإرهاب وأنها لهذا تؤيد المكافحة الشاملة للتطرف والإرهاب، فكراً وسلوكاً ودعماً وتمويلاً وملاذاً، ومعاقبة رعاة الإرهاب، وتقف في موقع واحد مع الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران»... «من أجل التصدي لخطر طهران الذي يقوض الأمن والاستقرار في عدد من دول المنطقة، ومنع خطر برامجها النووية والصاروخية الباليستية، والتصدي لخطر الجماعات والشبكات الإرهابية».
ملخص موقف مملكة البحرين في اجتماع التحالف الاستراتيجي للشرق الأوسط هو أنها «تتطلع إلى ترسيخ إطار مؤسسي استراتيجي شامل وشراكات فاعلة تتسم بتكامل واستدامة الأمن والتنمية من أجل المساهمة في صياغة مستقبل أكثر ازدهاراً لشعوب المنطقة « وأن البحرين «تدرك أهمية التحالفات لصيانة الأمن الإقليمي... انطلاقاً من ثوابتنا ووفق رؤيتنا ؛ فلا أمن بدون تنمية، ولا يمكن للتنمية أن تستمر وتزدهر وتؤتي ثمارها بدون أمن حقيقي ودائم». ولإيمان البحرين أن مثل هذا العمل يتطلب جهوداً جماعية لذا شدد وكيل وزارة الخارجية في كلمته على أن «تحقيق أمن مستقر وتنمية مستدامة لدول المنطقة مسؤولية جماعية.. تستوجب التنسيق والتعاون بين الدول المسؤولة والتي تدرك مخاطر المرحلة الراهنة وتعي متطلبات الاستقرار» مبيناً أن هذا الأمر من شأنه أن «يردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن ومستقبل هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم».
ما سبق يؤكد أن إعاقة برامج النظام الإيراني المهددة لحاضر ومستقبل المنطقة، وإعاقة برامج وتطلعات النظام القطري الذي هو اليوم في حضن النظام الإيراني ورعايته، لا يمكن أن تتم من دون جهد جماعي متواصل وتحالف استراتيجي وعزم ومشاركة فاعلة، فمن دون هذا لا يمكن كسر شوكة هذين النظامين، ومن دون تعطيل ما يرميان إليه لا يمكن أن يتحقق الأمن والاستقرار في المنطقة ومن ثم لا تتحقق التنمية وتظل المنطقة تعيش في الحالة التي لا ينتفع منها إلا من تعود العوم في بيئة الإرهاب.
اليوم تبدو الأمور أكثر وضوحاً، هناك من يعمد إلى التخريب ونشر الفوضى بغية حرمان المنطقة من الاستقرار وتعطيل التنمية وأداته في ذلك الإرهاب، وهناك من يسعى إلى تكوين تحالف استراتيجي قوي ينقذ المنطقة من كل هذا الذي يراد لها كي يتحقق الأمن والاستقرار والتنمية وتتطور المنطقة وشعوبها. هناك النظامان - الإيراني والقطري - اللذان تتوفر الكثير من الدلائل على ممارستهما وتمويلهما للإرهاب بأنواعه، وهناك التحالف الاستراتيجي الذي يضم إلى جانب الولايات المتحدة والبحرين الدول المحبة للسلام والمتضررة من الإرهاب والإرهابيين ويقتل الإرهاب.