تتداول الأخبار الواردة من حوض الفرات شرق سوريا أن أبوبكر البغدادي زعيم داعش نجا من محاولة انقلابية في العاشر من يناير الماضي، في قرية قرب بلدة هجين شرق سوريا. وتشير الأخبار أن الحركة المدبرة ضد البغدادي أدت لاشتباك بين مقاتلين أجانب وحراسه الذين تمكنوا من تهريبه إلى الصحراء القريبة. أما قائد المحاولة فهو مقاتل أجنبي «ليس سورياً أو عراقياً» يسمى أبومعاذ الجزائري، وقد تكشفت القضية بعد إعلان تنظيم داعش عن مكافأة لمن يقتل رأس المحاولة. الأمر الذي يعني أن الجزائري حر طليق ولم يقتل في المحاولة، وإن كان هناك اشتباك قُتل فيه شخصان، كما نفهم من سياق الخبر أن الجزائري سيقود معارضة ضد البغدادي. ويقودنا التحليل للخبر أن البغدادي ليس في موقف الأقوى بل الأضعف بدليل ما أوردته الأخبار أنه بعد الاشتباك مع فريق الاغتيال وحراسه، تمكن حراس البغدادي من تهريبه إلى الصحراء القريبة. والسبب كما يُعتقد وجود مقاتلين أجانب يُقدر عددهم بنحو 500 مسلح مازالوا في المنطقة، وهم بلا شك سيكونون مع فريق الجزائري.

من الظروف المشيرة أيضاً إلى ضعف موقف البغدادي حالته الصحية؛ فهو مصاب بالسكري وارتفاع ضغط الدم مع إصابة دائمة نتيجة ضربة جوية. ويضاف لجوانب ضعفه مقارنة بالجزائري أنه مطارد ومعروف لدى جيوش دول التحالف وكذلك لدى العراقيين والسوريين والأردنيين والأتراك والإيرانيين والروس وآلاف من الناس الذين يسعون للحصول على جائزة إلقاء القبض عليه والبالغة 25 مليون دولار. وقد عرف عن البغدادي الدهاء، وأنه لا يوجد بين مساعديه من يستطيع الحفاظ على تماسك داعش بعد رحيله، حتى ولو الجزائري، فالبغدادي ولد لأسرة عُرفت بتدينها، تدعي أنها من نسل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وسواء عاش البغدادي أو قُتل، فقد لفت نظر العالم تصريح الرئيس الأمريكي ترامب بشأن اقتراب نهاية داعش وأنها لن تزيد عن أسابيع، ليأتي الانشقاق عن البغدادي من قبل الجزائري، بما جعل العالم ينتظر من جديد. لكن ما يهبط الأمنيات بنهاية هذا المجرم وزمرته أن وزارة الدفاع الروسية قالت قبل عام أنها ربما قتلت البغدادي، فيما استمرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» في زيادة الحيرة بالقول بأن ليس لديها معلومات تؤيد مقتل البغدادي، ما أدخل العراق في سباق التمنيات حينما قالت قناة «السومرية» إن التنظيم أصدر بياناً مقتضباً يشير فيه إلى مقتل الخليفة الداعشي ثم ثبت بطلان كل الأمنيات السابقة.

* اختلاج النبض:

نهايات الإرهابي البغدادي تتجدد كل عدة أشهر، فبعد استنفاد قصص قتل الدول الكبرى له، يجري الترويج الآن أن رفاقه قتلوه، ربما لأن داعش لم تعد قوية وتتمدد.. أصبحت أسطورة زعيمها تتجدد..!!