نشر قيم التسامح وتقبل الأديان الأخرى والتعايش في مجتمع تتعدد فيه المذاهب والمعتقدات جهود عظيمة أولى لها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله وايده بنصره اهتماماً كبيراً لما يحقق ذلك من تماسك جميع الشرائح والأطياف في المجتمع تحت لواء واحد عززه جلالته حفظه الله من أجل العيش بسلام والتمتع بكافة الحقوق والحريات وأهمها حق اعتناق الأديان والتعبير عنه بعيداً كل البعد عن التطرف الذي لا يهدف إلا إلى العنف والتفكك ونشر الكراهية وسلب الحقوق في اعتناق الدين بحرية وطمأنينة. تجربة مملكة البحرين في التعايش السلمي بين الأديان تجربة حققت أهدافها النبيلة تماما كما صورها حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، وأصبحت هذه التجربة أنموذجاً يجب الاقتداء به لتطوير الإنسانية وتطوير سبل التعايش في بلد يتمتع بالأصالة والعراقة والتعددية الدينية في تقبل الأديان المختلفة في مجتمع واحد مثل مجتمع البحرين.
ففي الوقت الذي يثني فيه وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس على جهود حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، بما تنعم به المملكة بمستوى كبير من التسامح الديني والانفتاح على الأديان، تظهر ولاية بنسلفانيا الأمريكية حالة من الطوارئ حيال ما تعانيه الولايات المتحدة الأمريكية من تطرف ديني عند البعض في المجتمع الأمريكي بعد أن قام مواطن أمريكي متطرف بعمل إرهابي حيث قام بإطلاق النار على يهود أثناء أداءهم الصلاة في الكنيس يوم السبت الماضي وهو يصرخ «الموت لكل اليهود» ما تسبب بمقتل 10 أشخاص وعدد من الجرحى. فالتمييز العرقي تعاني منه الولايات المتحدة منذ دخول أول جماعة الأراضي الأمريكية ومحاولة التخلص من المواطنين الأصليين في أمريكا – الهنود الحمر، فالديمقراطية التي تتمتع بها الولايات المتحدة وتاريخها الطويل لنشر الحقوق والحريات لم تحقق أهدافها بعد في نشر قيم التسامح وتقبل التعددية الدينية بل تقبل الأعراق الأخرى في المجتمع الأمريكي، فهذه العملية الإرهابية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم تعمل الحكومة الأمريكية بجد من اجل مناهضة التمييز العرقي والعمل على تعزيز تقبل الآخر بدينه وعرقه ومعتقداته، فالمجتمع الأمريكي بالفعل بحاجة إلى هذا الدعم من الحكومة والإدارة الأمريكية حتى يتحقق لهذا البلد التاريخ النظيف للتسامح وتقبل الأديان.
نثمن جهود عاهل البلاد المفدى في تأسيس المجتمع البحريني على الحب والتسامح وتقبل الآخر، مهما اختلفنا في الرأي أو المعتقد أو مهما تعددت أعراقنا يبقى الإنسان هو المكون الأساسي لتطوير المجتمعات وسيظل هو الاستثمار الحقيقي للوطن. مملكة البحرين في ظل حكم حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى ستواصل طريق الخير في نشر قيم التسامح ولن يلتفت المجتمع الواعي لمن ينعق في سبيل بث روح التفرقة بين المجتمع الواحد أو يهتم لمساعي حثيثة ومتواصلة لنشر الطائفية والتطرف والإرهاب، ولا شك في أن الحمل ثقيل علينا لكننا في ظل حكم عاهل البلاد المفدى حفظه الله ستبقى يد الشعب في يد جلالته من اجل نهضتنا وكرامتنا ووطنيتنا وحبنا وإخلاصنا لهذه الأرض الطيبة.