عملت إيران منذ بداية الثورة الخمينية في الخفاء «من وراء الكواليس» لتحقيق هدف بغيض لا يمكن لأي دولة مسلمة أن تفعله، وهو حرب الشيعة على السنة أو التوسع الشيعي، ونصّبت نفسها القائم على نصر الشيعة ضد السنة، ولكن من أجل ماذا؟ فلم تلجأ هذه الدولة إلى أسلوب عقلاني تحبذ فيه الدين والمذهب إلى نفوس الآخرين، فتركت الدين والقرآن المشترك وركزت على المذهب فقط، وخلقت الأجواء في بلدها من خطابات سياسية وعنصرية وطائفية ووسائل الترفيه والمتعة والفتاوى المفبركة التي لم نسمع عنها في السنوات الـ10 الماضية بتاتاً، وأطلقت مئات الآلاف من أجهزة غسيل المخ المبرمجة في بلدان العالم بشكل عام، وفي دول الخليج بشكل خاص، لعلها تتغير نظرة النفوس الضعيفة من المسلمين من الدين إلى المذهب ومن شعارات تدعو إلى الوحدة والتكاتف لضرب إخوانهم في الدين.
إيران تلعب بالنار وعلى حساب شعبها المتحضر العريق المظلوم المسلوب حقه في العيش، فهم على سذاجتهم لا يعرفون ما هو المذهب ولكنهم متمسكون بحسن الجوار مع إخوانهم الخليجيين، وهم يشكلون أكثر من 99% من الشعب الإيراني العريق، وإن ما نقرؤه في الصحف ونشاهده في التلفاز وما نسمعه من تحركات ومظاهرات مؤيدة للحكم، فهو من الملالي والحرس الثوري، الذين لا يشكلون حتى 1% من الشعب، والذين يعتبرون أن ما يفعلونه وظيفة يستمدون منها أكل العيش، والكل على علم بذلك، ومن يرفع رأسه يُقطع.
وهذا الأسلوب المتبع في إيران حالياً لإطالة عمر الملالي، حيث إنهم يعملون على غرار الحملة الصفوية قبل 550 عاماً.
في تلك الفترة إيران كانت دولة سنية من الدرجة الأولى، وبالغدر والقتل والنفاق والتشريد وتغيير المذهب استطاع الصفويون تحويل هذه الدولة من سنية إلى شيعية، وقتلوا واضطهدوا كثيراً من البشر بمئات الآلاف، كما هجّروا الملايين من عرب السواحل «الهولة»، إذ لم يتمكن الصفويون من إبادتهم فلجؤوا إلى دول الخليج من الكويت إلى عمان.
الآن وبعد إنهاء استعمال التقية الصفوية مع أوباما وإعادة صفوفهم، يعتقدون أنهم أنهوا الدور الأمريكي في المنطقة، ولقد حان وقت السلاح للسيطرة، كما فعل أسلافهم الصفويون.
وبدأت إيران تستغل خيرات الشعب في بناء ترسانة نووية وصواريخ باليستية على الأرض وزيادة أتباعها من المرتزقة الذين تم شراؤهم بالمال، وخصوصاً الأفغان وشعوب آسيا الوسطى الفقيرة، وهي على علم أن العملية معكوسة.
فالإسلام في دول العالم وخصوصاً المذهب السني في تزايد، وفي الفترة الأخيرة شاهدنا مئات الآلاف من السياسيين والعلماء والمفكرين في العالم أسلموا، ومازال العدد في تزايد، والخير يرجع إلى حبيبتنا وشقيقتنا الكبرى المملكة العربية السعودية التي انتشلت الكثيرين من الظلمات إلى نور الهداية، حيث إن الإسلام هو دين التسامح والأخلاق وحسن الجوار.
وأما الأرقام الإيرانية فهي في تناقص، رغم أن هيمنة وضغوطات الملالي والحرس الثوري على الشعب المسكين في تزايد من الخوف والرعب المزروع في نفوسهم.
الآن إيران وبعد أن خسرت هدف التوسع المذهبي، بدأت بالتوسع الأرضي لتعوض الخسارة التي منيت بها في السنوات الـ40 الماضية، ولكن رب العالمين وقف لهم بالمرصاد، إن الله يُمهل ولا يُهمل.
انظروا إليها وكيف اصطدمت بالعبادي في العراق، حيث رفض رفضاً قاطعاً التواجد الإيراني في العراق التي جاءت بـ«الجمبزة» لحماية المقدسات الشيعية، وسحب البساط من تحت مقتدى الصدر، لتقضي على مداخيلها واحتلال العراق.
وفي سوريا قامت روسيا بسحب البساط من تحت أرجلها، بعد أن دفعت إيران المليارات لاحتلال سوريا، وفشلت، ويتم الآن طردها، وبإذن الله ما هي إلا أشهر قليلة وسوف ترجع أدراجها ويسلم الشعب السني السوري من شرورهم، والذين يشكلون 98% من سوريا.
أما بالنسبة لليمن وبعد أن رصدت المليارات ودرّبت وتبنت وغسلت أدمغة أفراد وزودتهم بالسلاح والعتاد والأموال على حساب شعبها المغلوب على أمره، جاء التحالف العربي يقول لإيران أخرجي من منطقتنا واتركينا في سلام، إذا أردتِ أن تتوسعي فاليمن بلد محرَّمٌ عليكم ومكانه موجود في قلب كل عربي، أما «حزب اللات» فلا «يعبّره» أحد، انتهت أيامه، وجيشه الجبار الذي تأسس لقتل الإسرائيليين، قتل ملايين المدنيين السُنة العزّل في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وجيشه الآن في مرمى صواريخ أمريكا وإسرائيل، وسوف يحترق بالضربات الجاهزة، أو تذبل من نفسها بعد غلق صمامات التمويل من أنابيب مموليه.
انظروا يا شعوب العالم العربي والإسلامي، إيران وفي هذه الأيام العصيبة تريد أن تنقذ نفسها من الورطة التي هي فيها، وبدأت تسيّر رحلات مكوكية من قبل رئيسها ووزرائها والحرس الثوري وملاليها، إلى لبنان وسوريا والعراق واليمن لإملاء شروطها عليهم لتعويض الخسائر التي تكبدتها، ومن لا يستجيب -بعد أن ورطتهم في هذه الحروب الطاحنة- فتقطع عنهم الكهرباء والماء والأسلحة، مع أن إيران لا مال لها، وأسلحتها مجمدة لا تستطيع تحريكها ومكشوفة للقصف في أقرب وقت، ومن الممكن أن تدمر في ساعات؛ ولكن ما شأن الشعب المسكين المغلوب على أمره الذي لا دخل له في الموضوع؟ لكنها ديكتاتورية وعناد الملالي وداء العظمة والرهبة التي خلقوها في نفوس الشعب الإيراني، يعتقدون أنهم باستطاعتهم أن يأخذوا الدور الأمريكي في المنطقة، فهم لا يبالون بمنطق الدبلوماسية وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين.
شعوب العالم سئمت من الحروب والتدخلات الإيرانية في شؤون الآخرين، وإن أمريكا لن تتنظر من الآن وصاعداً لتجد عدوها اللدود يتوعد ويهاجم حلفاءها وأصدقاءها الاستراتيجيين.
فسوف تكون هناك ضربة استباقية لجميع منصات الصواريخ الاستراتيجية والمفاعلات النووية، وتشل حركاتها.
فضلاً عن ذلك، الحصار الاقتصادي الذي قصم ظهر الحكومة الإيرانية من جرّاء نواياها الشريرة التي أرهقت اقتصادها، فبعد أن كان الدولار الأمريكي يساوي حوالي 5 تومانات إيرانية، الآن الدولار الأمريكي يساوي 130 ألف ريال إيراني.. الملالي يقبضون بالدولار الأمريكي غير متأثرين والشعب يتعامل بالتومان الإيراني وعلى وشك الانهيار.
وفي 4 نوفمبر 2018 تشير توقعات إلى أنه من الممكن أن تفلس إيران على وقع عصيان مدني وهروب الملالي والحرس الثوري بما تبقى لديهم من المال، واستلام المعارضة الحكم من قبل زعيمة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي وبمساندة معارضي الداخل أمثال مير حسين موسوي ومهدي كروبي «الله يرحمك يا شاه إيران، الذي أحب إيران من قلبه وحافظ على شعبه وتراب وطنه وتراثه، وكان نعم الجار وحريصاً على الصداقة وحسن الجوار، ولم يتدخل في شؤون الآخرين».
أتمنى أن يكون ذلك درساً للحكومات الخليجية لن ينسوه، وألا نكرر ضرب مَن هو داخل صميمنا، وأن نعد العدة ونعرف من معنا ونكرمهم، ومن ضدنا فنستأصلهم من جذورهم وننفيهم.
وما دام هناك أيادٍ تمتد من الحكومة إلى البعض، فهناك في المقابل البعض مستعد أن يمد يديه إلى الحكومة.
دعونا نستغل هذه الفرصة ونرجع إلى أفضل مما كنا، وعفا الله عما سلف.. «البحرين تستاهل».