أوفى كل من اتحادي ألعاب القوى وكرة اليد بوعودهما ونجحا في تمثيل البحرين تمثيلاً مشرفاً في دورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة التي تحتضنها مدينتا «جاكرتا « و»بالمبانغ» الإندونيستيان، بينما أخفقت الاتحادات الـ11 الأخرى في الوفاء بوعودها التي قطعتها على نفسها قبيل الذهاب إلى الألعاب!

حتى كتابة هذه السطور حصدت ألعاب القوى 12 ميدالية بينها ست ذهبيات، وضمن منتخب الرجال لكرة اليد إحدى الميداليتين الذهبية أو الفضية في الوقت الذي ودعت فيه بقية المنتخبات والأفراد المنافسات في مراحل مبكرة، مما يؤكد عدم دقة التقديرات وعدم دقة الحسابات التي دخلوا بها معترك هذه الدورة القارية الكبرى!

انتصارات أبطال وبطلات ألعاب القوى لم تكن غريبة علينا، بل كنا نتوقعها بناء على الأرقام والأزمنة التي يمتلكها العداؤون والعداءات، كما أن انتصارات كرة اليد المشرفة كانت هي الأخرى متوقعة بناء على ما يتمتع به المنتخب من قدرات فنية عالية وخبرة كبيرة أكسبته المزيد من الثقة.

على العكس من ذلك، فوجئنا بالخروج المبكر للمصارع «آدم باتيروف» بطل آسيا للصالات المغلقة والمرشح لنيل إحدى الميداليات في هذا التجمع الآسيوي الكبير، والسبب الذي برر به خروجه هو مشاركته في فئة تفوق فئته المعتادة، وهذه طامة كبرى لبطل في حجم «باتيروف» يملك من الخبرة ما يجنبه الوقوع في مثل هذه الأخطاء!

«باتيروف» كان يعلم مسبقاً بأن فئته المعتادة (70 كلغ) ليست ضمن أوزان المصارعة في هذه الدورة، ومع ذلك جازف بالمشاركة في الفئة الأعلى (74 كلغ)، فكانت النتيجة مخيبة للآمال!

المصارع «آدم باتيروف» لم يكن الوحيد الذي أخطأ التقديرات بل تبعته عدة اتحادات رياضية أبرزها الدراجات الهوائية والدفاع عن النفس والبولينغ والرماية التي ودع رياضيوها المنافسات مبكراً موقعين صدمة مفاجئة للقائمين على الشأن الأولمبي البحريني، الأمر الذي يؤكد وجود وقفة تقييمية جادة لهذه الاتحادات من أجل تجنب تكرار مثل هذه التقديرات الخاطئة مستقبلاً، خاصة وأن البحرين لم تعد العمل بقاعدة المشاركة من أجل المشاركة بل أصبحت تعمل وفق قاعدة المشاركة من أجل الإنجاز.

من القلب نهنئ اتحادي ألعاب القوى وكرة اليد على حضورهما المشرف ونتطلع إلى المزيد من الانتصارات فيما تبقى من عمر هذه الدورة الكبرى، ونأمل أن تعيد الاتحادات الأخرى حساباتها وفق معايير منطقية بعيدة على العواطف والرغبات الشخصية!!