عندما قال العقلاء في البحرين إن الذي قام به ذلك البعض في تلك السنة وما تلاها من سنوات خطأ وإن الذي يمارسونه خطأ وإن كل ذلك لن يوصلهم إلى شيء لأنه خطأ لم يجدوا الأذن الصاغية لا من ذلك البعض ولا من الذين فضلوا الوقوف على الحياد ريثما تتضح الرؤية، واستمر ذلك البعض في ارتكاب الخطأ الذي تلته أخطاء وتسبب بذلك في آلام كثيرة وأخسر الوطن الكثير من الوقت الذي كان يمكن أن يستفيد منه في الارتقاء بالمواطنين وبإنجاز الكثير من المطالب وتحقيق الكثير من الآمال . اليوم فقط وبعد كل الذي حدث والخسائر التي تسبب فيها أدرك ذلك البعض أنه كان على خطأ وأنه لو لم يفعل ما فعل لتحقق للمواطنين خير كثير ولوفر على الوطن وعليهم وقتاً وجهداً ثمينين .
كان ذلك مؤسفاً، ومؤسفاً أيضاً استمرار بعض من ذلك البعض في ممارسة السلوك الخطأ الذي لا يمكن أن ينتج غير الخطأ ويسيء إلى الجميع بما فيهم أولئك الذين يعتبرون أنفسهم "معارضة" . ليس الحديث في هذه الجزئية عن عمليات اختطاف الشوارع وتعطيل حياة الناس وإرهابهم، فهذه أمور توقفت منذ مدة ولم يعد يسمع بها أحد بعدما نجحت أجهزة الأمن في ضبط الأمور والسيطرة ، ولكنه عن المواقف التي لا تزال سالبة والتي تعبر عن ضيق أفق وعدم قدرة على استيعاب الواقع والتعامل معه .
اليوم لم تعد الأمور كما كانت ولم يعد ممكناً إلا التعامل مع واقع يفرض نفسه ملخصه أن الثغرات التي نفذ البعض منها في تلك السنة لم تعد موجودة ، وملخصه أن الدول التي تم الاعتماد عليها في التحرك صارت مشغولة "بمداواة قرعتها" ، فإيران اليوم مهددة بالزوال لو دخلت في حرب مع الولايات المتحدة وحلفائها، وقطر صارت منبوذة ومكشوفة ومشغولة بإنقاذ اقتصادها الذي تدهور ويزداد تدهوراً بسبب سلوكها المشين وقرارها التغريد خارج السرب وإيذاء جيرانها بالطريقة التي كانت تفعل إيران الملالي التي وصل بها الغرور حداً لا يطاق ودفعها قصر نظرها إلى الإعلان عن عزمها ما أسمته "تصدير الثورة" .
كل المستجدات في المنطقة لا تصب في صالح ذلك البعض وفكره الضيق، وكل الظروف تؤكد صحة نظرة العقلاء والتي أعلنوا عنها منذ البدء وبطرق عديدة وسعوا إلى إقناع مريدي السوء بها ولم يوفقوا، وكل التطورات أكدت خطأ النهج الذي سلكه ذلك البعض وخطأ الممارسات التي تمت. لهذا فإن على ذلك البعض الذي لم يجد بداً من التوقف عن بعض تلك الممارسات السالبة والتي أكد العقلاء من البداية عدم جدواها أن يتجاوز ما وضع نفسه فيه وأن يعمل على إصلاح أخطائه ويتعامل مع الواقع بواقعية وبفكر مختلف .
لو أن ذلك البعض هدأ قليلاً وعمل على تقييم نفسه وممارساته لتمكن من إصلاح كثير من أخطائه ولوجد الطريق المفضية إلى حيث يمكن أن ينطلق إلى الوصول إلى ما ينفع المواطنين الذين يقول إنه خرج من أجلهم، ولو أنه أنهى تحليقه غير المفضي إلى مفيد وهبط إلى الأرض التي كان يقف عليها لوجد أن أكثر ما طالب به متحقق اليوم ، ولتبين له أيضاً أن جل المشاكل التي يعاني منها المواطنون اليوم هي بسببه وبسببه وحده دون غيره وهو ما ينبغي أن يدركه جيداً ، فلولا أخطاؤه وهي كثيرة لما حدث كثير من الذي حدث ولما صار المواطنون في كثير من الذين هم فيه اليوم .
كل ما قال به العقلاء بكل فئاتهم وعبروا عنه بطرق ووسائل مختلفة منذ البداية تبين أنه صحيح، وكل ما قاله وفعله ذلك البعض ويفعله اليوم بعض منه تبين أنه خطأ يستوجب التصحيح .