الإعلام الأمني في مملكة البحرين، هو بحق عين ساهرة ويقظة، تحرس الوطن وتحميه، من عبث العابثين ومن انحرافات المنحرفين ومن ادعاءات الأدعياء والمنفلتين، وليس هذا فحسب، ولكن ثمة أدواراً أخرى، بنائية وتوعوية وتثقيفية وتربوية، يقوم بها، الإعلام الأمني البحريني -ولا شك- خير قيام ويؤديها أحسن الأداء وأشرفه، وهذا ما أكدت عليه وتوصلت إليه، دراسة علمية، شرفت بالإشراف عليها، ونوقشت مؤخراً، في قسم الإعلام بجامعة البحرين، وحصل بها الباحث ونقيب الشرطة محمد سعد محمد دليم على درجة الماجستير في الإعلام الأمني بتقدير ممتاز.

ومعروف أن الإعلام الأمني، هو أحد المجالات المتخصصة والمهمة، التي عرفها الإعلام الحديث، ومن خلاله تقدم وسائل الإعلام «الصحافة، الإذاعة، التلفزيون، السينما، المسرح، الكتب والوسائل المطبوعة، مواقع التواصل الاجتماعي»، المواد الأمنية الهادفة والمتخصصة، لجمهور المتابعين، من القراء والمستمعين والمشاهدين، وقد حدث تغيير جذري وعميق في مفهوم المسؤولية الأمنية بحيث أصبح الأمن مسؤولية الجميع، وللإعلام الأمني دور بالغ الأهمية والحيوية في المجتمع. وتعتبر المجلات الأمنية وسيلة اتصالية مهمة من وسائل الإعلام الأمني، ولها دور كبير في توعية الجماهير بالنواحي الأمنية، وتلعب دوراً مهماً في تحقيق الأمن، فهي أداة نشر الثقافة والتوعية الأمنية في المجتمعات وتصدر في مملكة البحرين مجلتان أمنيتان «الأمن الشهرية والأمن الفصلية»، ومن هذا المنطلق سعى الباحث، من خلال دراسته التحليلية، إلى التعرف على خصائص المجلات الأمنية، والتعرف على الجوانب والأبعاد المتعددة لواقع الإعلام الأمني والمجلات الأمنية في مملكة البحرين.

وقد ناقشت الدراسة، العديد من الأدبيات العلمية، التي حاولت بعضها معرفة خصائص المجلات الأمنية من خلال تحليل المضمون، وعلى الرغم من أهمية هذه الدراسات في البناء المعرفي، إلا أن تقادم بعضها، وإجراء البعض في مجتمعات مختلفة يجعل من الأهمية دراسة الإعلام الأمني والمجلات الأمنية في مملكة البحرين إجمالاً وتفصيلاً من خلال تحليل المضمون لمجلتي الأمن الشهرية والأمن الفصلية في الفترة التي تغطيها الدراسة ما بين مايو 2007 حتى ديسمبر 2015 التي تقارب العقد من الزمن مما يسمح بتقديم وصف شامل، والتعرف على السمات العامة للمجلات الأمنية البحرينية من ناحية الشكل والمضمون في الجوانب التالية: الشكل التحريري والمساحة للمادة الصحافية، القضايا والموضوعات والتغطية الجغرافية للمادة الصحافية، أهداف المادة الصحافية، مصادر المادة الصحافية، كتاب المجلات الأمنية، الجمهور الذي تخاطبه المادة الصحافية في المجلات الأمنية. وخصائص كل مجلة من المجلات الأمنية البحرينية على حدة ويمكننا أن نحدد أهمية الدراسة في النقاط التالية:

1- أهمية دور الإعلام الأمني، والمجلات الأمنية بالذات في مجال التوعية الأمنية المجتمعية، والحاجة إلى دراسة تحليلية تقيم أداء المجلات الأمنية في مملكة البحرين، يتبين من خلالها مدى وحجم الدور الذي تقوم به.

2- قلة الدراسات والبحوث العلمية التي تناولت المجلات الأمنية في منطقة الخليج العربي، والحاجة لها لتطوير دورها.

3- تقوم الدراسة على توصيف وضع المجلات الأمنية في مملكة البحرين، ورصد أهم سماتها.

4- تتناول الدراسة جانباً من أهم الجوانب في المجتمع، وهو تحقيق الأمن، وهو من أهم اهتمامات المسؤولين في المجتمعات.

5- تأمل هذه الدراسة إلى التوصل إلى نتائج يمكن أن تكون قاعدة علمية تساعد القائمين على إعداد المجلات الأمنية في مملكة البحرين، وذلك لمعالجة القضايا التي تهم أمن المجتمع بهدف تطوير أدائها ومن ثم سعت الدارسة إلى تحقيق عدد من الأهداف يمكن أن نجملها في النقاط التالية:

1- الوقوف على التطور التاريخي للمجلات الأمنية في مملكة البحرين.

2- التعرف على الشكل التحريري للمادة الصحافية في المجلات الأمنية البحرينية.

3- التعرف على المساحة التي تخصصها المجلات الأمنية البحرينية لموادها الصحافية.

4- تحديد طبيعة القضايا والموضوعات التي تتناولها المجلات الأمنية البحرينية.

5- معرفة حجم القضايا والموضوعات الصحافية التي تطرحها المجلات الأمنية البحرينية.

6- معرفة حجم المواد الصحافية الأمنية مقارنة بغيرها من مع المواد التحريرية غير الأمنية في المجلات الأمنية البحرينية.

7- معرفة التغطية الجغرافية للمادة الصحافية التي تقدمها المجلات الأمنية البحرينية.

8- معرفة أهداف المادة الصحافية التي تقدمها المجلات الأمنية البحرينية.

9- ما المصادر التي تعتمد عليها المجلات الأمنية البحرينية؟

10- التعرف على طبيعة الكتاب الذين يكتبون في المجلات الأمنية البحرينية.

وللحديث بقية..

* أستاذ الإعلام المشارك

في كلية الآداب بجامعة البحرين