نحتفل اليوم بأهم أيام البحرين الوطنية، نحتفل بانتمائنا، نحتفل بأرضنا، نحتفل بولائنا، نحتفل بهويتنا، نحتفل بإنجازاتنا، ونستذكر تحدياتنا، فنخوض تحدياً آخر نحقق فيه تطلعاتنا نحو المستقبل.

احتفالنا اليوم احتفاء حقيقي بذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة عندما أسسها المؤسس الشيخ أحمد الفاتح عام١٧٨٣، وحافظ عليها وصانها من بعده أبناؤه من آل خليفة الكرام الذين دافعوا عن عروبتها، وقدموا التضحيات مع شعب البحرين في سبيل حفظ استقلالها وسيادتها طوال قرون.

كانت ولاتزال البحرين أمانة في أعناقنا جميعاً، لذلك لم ولن نفرط فيها، حافظنا عليها، وحرصنا على النهوض بها في كافة الصعد، فأنجزنا الكثير، ومازال أمامنا أكثر لننجزه.

وآمنا في سبيل تحقيق تطلعاتنا بهويتنا وقيمنا العربية والإسلامية الأصيلة، فهي التي حافظت على وحدتنا الوطنية مصدر قوتنا، لذلك كان التعايش والتسامح سمة مميزة لمجتمعنا، فهي ثقافة صرنا نفخر بها، وباتت حائط الصد الأول لأي محاولة للمساس بالمكتسبات الوطنية والمنجزات الحضارية من الداخل كانت أو الخارج.

ما يميز احتفالنا بالعيد الوطني كل عام تزامنه مع الذكرى السنوية لتولي عاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في البلاد، وهي ذكرى نستذكر فيها إيماننا العميق بالمشروع الإصلاحي لجلالته باعتباره مشروعاً رائداً نقل المملكة إلى آفاق جديدة، ودفعها نحو مستويات متقدمة من التنمية، كل ذلك تم بقناعة وطنية، ومسؤولية وطنية نابعة من قيم المجتمع، وإرادة الشعب وتوافقه.

تعلمنا من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى قوة هويتنا وقيمنا، وتغليب الحكمة دوماً في مواجهة التحديات. تعلمنا أيضاً واجبنا الحقيقي كأفراد تجاه الوطن، وآمنا بديمقراطيتنا الراسخة التي سنظل ندافع عنها، ونحافظ عليها لأبنائنا وأحفادنا عقوداً تلو الأخرى، مع قناعتنا بأنه لا سقف لديمقراطيتنا أبداً سوى ثوابتنا الوطنية، وتوافق كافة مكونات المجتمع.

ولنذكر الجميع بأن البحرين بلد الجميع، وكما لم يبخل هذا الوطن علينا في رخائه، فإننا سنظل له أوفياء ومخلصين في شدته.

نهنئ البحرين قيادة وشعباً بمناسبة أعيادنا الوطنية، وكل عام ووطنا بخير وعزة.