الخلايا الإرهابية الموجودة في البحرين لم تقوَ شوكتها ويظهر تطاولها على الجميع إلا بعدما وجدت ضالتها من الدعم المادي والمالي من جهات عديدة، ودور قطر في تبني الإرهاب في الشرق الأوسط، منذ 20 سنة، بات يقيناً حتى آخر عملية إرهابية نفذت منذ أيام في منطقة جدحفص، على أرض مملكتنا الغالية، والتي نتج عن هذه العملية استشهاد شرطي وإصابة عدد من رجال الشرطة، فكل عملية إرهابية في المنطقة العربية وبالذات في مملكة البحرين ترتبط قطر وإيران ارتباطاً وثيقاً بها، ولا نستبعد أبداً دورهما في العملية الإرهابية الأخيرة، خصوصاً بعدما أكدت المعارضة القطرية منى السليطي في لقاء سابق معها عبر إحدى المحطات الفضائية بأن قطر تدعم الإرهابيين في البحرين بالمال والسلاح من أجل إثارة الفوضى في جميع مناطق البحرين، وما يؤكد تصريح المعارضة القطرية هو ما سمعناه بالصوت، لعمليات تفاوض بين نظام الحمدين وزعماء الإرهاب في مملكة البحرين، إبان المؤامرة الكبرى في 2011، من أجل استمرار الفوضى في البلاد ورفض الحوار آنذاك وزرع الفتنة بين طوائف البحرين، وكان الدعم المالي والمعنوي يتقدم كل عملية إرهابية على البحرين وبخاصة ضد رجال الأمن.
الإرهاب يشن حروبه على رجال الأمن بالذات من أجل زرع الخوف في المجتمع البحريني لما للجهاز الأمني المتمثل في رجال الشرطة من دور بارز في الاستقرار، واستهداف رجال الأمن هو بمثابة تكتيك يحتذيه زعماء الإرهاب للتقليل من هيبة رجال الأمن في المجتمع وغرس أمرين، الأول ربط مظلوميتهم برجال الأمن من خلال زج كل مصيبة تحدث لهم برجال الشرطة، والأمر الآخر هو إرسال رسائل لفئات معينة بأن مصير رجال الأمن بات في قبضة الإرهاب، وهذه رسائل في غاية الخطورة تستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد.
اعتراف دولي بأن النظام القطري السابق والحالي داعم للإرهاب والتطرف ومع ذلك مازالت بعض الدول ومنظمات دولية لم تحسم أمر إرهاب قطر بعد، ولم تبرز دورها إزاء هذا الإرهاب الذي يعاني منه جيران دولة قطر، واليوم تتجدد معاناة المجتمع البحريني من هذا الإرهاب الذي هز جميع شرائح المجتمع بطوائفه، ففي كل عملية إرهابية يذهب ضحيتها رجال أوفياء وظيفتهم المقدسة هي الحفاظ على أمن واستقرار المجتمع والسهر على راحة كل فرد يتواجد على أرض المملكة، فمن يحمي هؤلاء إن لم تبادر المنظمات الدولية بتجريم أفعال قطر وإيران ووضع نظام الحمدين على قائمة الإرهاب الدولية؟ أليس لرجال الأمن حقوق أسوة بحقوق الآخرين الإنسانية؟! فلماذا لا تتحرك هذه المنظمات وتشاهد إجرام نظام الحمدين والإرهابيين في مملكة البحرين بدلاً من أن تتلقى شكاوى كاذبة لا تتحقق منها ولا تتأكد من صحة ما يأتيها من زعماء الإرهاب في البلاد؟!
لقد آن الأوان لوضع نظام الحمدين على قائمة الإرهاب ورفع ذلك إلى المنظمات الدولية خصوصاً بعدما أصدرت الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قائمة بأسماء الشخصيات والكيانات القطرية التي وجدت من أرض قطر الدعم والتأييد لمساعيها الإرهابية ومن بينها شخصيات مطلوبة دولياً، فما دام نظام الحمدين يؤوي هذه الشرذمة ويدعمها فإنه بلا شك يعد أحد أفرادها ودعائمها الإرهابية، فالتحرك السريع لتصنيف نظام الحمدين على أنه نظام إرهابي أمر لا يحتاج لمزيد من النقاش أو الجدال أو المماطلة، فلاتزال أياديهم الخفية متواجدة وتلعب الدور الإرهابي والتعدي على استقرار البلدان الآمنة والمستقرة، فعلى الدول الكبرى والمنظمات الدولية الوقوف مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من خلال تصنيف نظام الحمدين على أنهم إرهابيين ساعدوا كيانات وأفراداً وتنظيمات إرهابية، حتى يعود الأمن والاستقرار في منطقتنا ويسود السلام العالم أجمع.