يوماً بعد آخر تتساقط أوراق التوت عن التآمر القطري ضد البحرين، وهو التآمر الذي لم يراع أي جيرة، أو روابط تاريخية، أو علاقات اجتماعية ضاربة في القدم، أو حتى مصير مشترك. كشف التسجيل السري الذي بثه تلفزيون البحرين بالأمس فصلاً جديداً من فصول مؤامرات قطر، وارتباطاتها المشبوهة مع الجماعات الراديكالية المتطرفة التي عاثت في البلاد فساداً وإرهاباً، فكان الفصل الجديد مع الإرهابي علي سلمان الذي مازال يقضي عقوبته بتهم إرهابية، لكن يبدو أن جرائمه أكبر مما عوقب به، فما قام به تخابر صريح وواضح ضد سيادة وأمن واستقرار البحرين. اللافت في التسجيل السري أنه كشف مؤامرة أكبر من التدخلات القطرية في الشؤون الداخلية للبحرين، أو التآمر لقلب نظام الحكم فيها، بل ظهر تآمر أكبر ضد قوات درع الجزيرة التي تمثل الذراع العسكري للعمل الخليجي المشترك، بالتالي مؤامرات الدوحة وصلت إلى التآمر ضد المنظومة الخليجية ودولها، وضربت عرض الحائط كافة الاتفاقيات التي أبرمتها في إطار مجلس التعاون، وتخابرت مع تنظيم سياسي راديكالي متطرف تبنى الإرهاب خطاً له لضرب البحرين كدولة وإسقاط النظام فيها، واستهداف القوات الخليجية التي قدمت إلى المنامة لحماية المصالح الحيوية فيها كما تسمح به اتفاقيتها المشتركة. إن استهداف الدوحة لقوات درع الجزيرة في البحرين، هو استهداف لجميع دول مجلس التعاون من دولة عضو، وهي قطر، ويستوجب مراجعة عضوية هذه الدولة التي تبنت أجندة مريبة ضد مصالح شعوب ودول مجلس التعاون. ليس غريباً علو سقف المطالبات الشعبية بمحاسبة كافة المتورطين المتآمرين في التسجيل السري، فتخابر رئيس وزراء قطر السابق مع الإرهابي علي سلمان يجعلهما في دائرة الضوء والمساءلة والملاحقة القضائية، وإن تطلب ذلك تدويل محاسبتهما قضائياً عبر المحكمة الجنائية الدولية باعتبار الجرائم التي تورطوا فيها جرائم ضد الإنسانية. لا يمكن السكوت عن كل من يتآمر على سيادة البحرين واستقرارها، أو يستهدف منظومة مجلس التعاون الخليجي، فالمساءلة والعقاب مصيره. حفظ الله البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي من كل شر ومكروه من قطر وأذنابها.