كثيرون علقوا على المكالمة المسربة التي كشفت جانباً من العلاقة المشبوهة التي كانت تربط جمعية الوفاق بجهات خارجية وتحديداً قطر وكيف كان التنسيق بين الطرفين في أحداث 2011 والذي تبين أنه كان على أعلى مستوى، والجميع عبر ولا يزال عن استيائه من ذلك، فمثل تلك العلاقة أمر غير عادي ولم يكن متوقعاً لا من جمعية سياسية بحرينية كانت مرخصة ويفترض أنها تعمل ضمن قوانين المملكة ولخدمة شعب البحرين ولا من قطر التي يفترض أن يكون فعلها موجباً ومراعياً للجار لا سالباً. لكن التعليق الذي لفت انتباه الكثيرين واستحسنوه هو ذاك الذي قام به الناشط إبراهيم التميمي وقدمه على شكل فيديو قصير «سنابات» وسعى من خلاله إلى شرح الدور الذي تقوم به قناة «الجزيرة» وكيف أنها تتسبب في أذى جيران قطر بطريقة يسهل على الجميع استيعابها.

يقول التميمي إنه كان يتوفر في بيتهم ثلاث شجرات قرر والده إزالتها كلها فور أن علم بأن جارتهم تشتكي من سقوط أوراق إحداها في حوش بيتها وأنها تتسبب في توسيخه وأنه عندما سأل والده عن سبب إزالة الشجرة بدلاً من الاكتفاء بقص أوراقها وكذلك إزالة الشجرتين الأخريين أيضاً قال له إنها تضرب في «ساس» بيت الجيران وتعرضه للخطر وقد تتسبب في سقوطه على رؤوسهم. معتبراً ذلك من أصول الجيرة والمحافظة على العلاقة مع الجار والتي من أجلها ينبغي التضحية بكل مصلحة.

التسجيل احتوى على قصة أخرى تدفع إلى النتيجة نفسها التي كان يريد التوصل إليها وتقديمها للجمهور ملخصها أنه كان يقيم في البحرين قبل عشر سنوات الداعية وجدي غنيم وكان يلقي المحاضرات التي كانت تستهوي جانباً من الجمهور لكن ظهر له حينها تسجيل يعود إلى السنة التي غزا فيها صدام حسين دولة الكويت وتبين أنه يتعرض فيه إلى قيادة الدولة الشقيقة، وأن حكومة البحرين لم تتأخر في اتخاذ قرارها بطرد المذكور من البلاد كي تحافظ على علاقتها مع دولة الكويت وقالت إن علاقاتنا الخليجية أولى من الوافد، أياً كان وأياً كانت الفائدة التي نجنيها منه.

ما خلص إليه الناشط إبراهيم التميمي هو أنه كان يفترض من حكومة قطر أن تضحي بقناة «الجزيرة» التي تضرب بممارساتها في «ساس» بيوت الجيران بدل أن تضحي بالجيران، شارحاً أن هذه القناة ليست للرأي والرأي الآخر كما تدعي وأن من يديرها ويعمل فيها وافدون تستطيع أن تقول لهم قطر في أي لحظة «باي باي»، وأنه كان يفترض أن تفعل معهم كما فعلت البحرين مع وجدي غنيم، فالعلاقة بين دول مجلس التعاون أهم من أي مكاسب أخرى، وحق الجار على الجار.