البحرين دولةٌ مصدرة للكفاءات حيث أسهمت عبر السنين في النهوض باقتصاديات عددٍ من الدول وتنمية الموارد البشرية فيها. فالرزق ليس له بابٌ واحد، والأرزاق لا تجتمع في موطنٍ واحد.

وفي هذا المقال، سنسلط الضوء على نماذج حديثة للبحرينيين العاملين في الخارج والذين أثبتوا جدارتهم وكفاءاتهم في أعمالهم.

ويعتبر عادل علي الرئيس التنفيذي لشركة «العربية للطيران» أحد تلك النماذج حيث يشغل هذا المنصب منذ عام 2003، وساهم بشكلٍ كبير في نجاح الشركة التي حصلت على العديد من الجوائز من بينها جائزة أفضل شركة طيران اقتصادية في الشرق الأوسط في عامي 2013 و2015، وذلك ضمن حفل جوائز «سكايتراكس» العالمية للطيران. كما لعب السيد عادل علي دوراً مهماً في إنشاء شركات فرعية تتبع «العربية للطيران» في كلٍ من مصر والأردن والمغرب.

أما النموذج الثاني فيتمثل في أسامة العلي، وهو خبيرٌ في التخطيط الاستراتيجي ويعمل حالياً مستشاراً في حكومة دبي. فبالرغم من أنني التقيت بالرجل مرةً واحدة، إلا أن أسلوب شرحه حول كيفية إعداد خطة استراتيجية واضحة ومنظمة كان ممتعاً جداً ويسهل استيعابه. ومثل هؤلاء الخبراء يمكن الاستعانة بهم في إعادة هيكلة العمليات الإدارية في مؤسسات الدولة.

أما النموذج الثالث فهو الدكتور أنور العبدالله سفير مملكة البحرين لدى الصين. فعندما تلقيت خبر تعيينه في عام 2013، انتابني الفضول لمعرفة المزيد عن هذا الرجل، وقد انبهرت كثيراً عندما تبين لي أنه يمتلك سجلاً مهنياً حافلاً، حيث عمل لسنواتٍ عدة في الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض وشغل عدة مناصب هناك كان آخرها منصب رئيس هيئة التقييس لدول مجلس التعاون. وقد سبق له العمل كمهندس بترول في شركة نفط البحرين «بابكو»، وعمل أيضاً أستاذاً مساعداً في كلية الهندسة بجامعة البحرين.

توجد فرص عمل كثيرة في البحرين، لكن بعض المؤسسات سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص لا تخلق أجواءً تنافسية فعلية. كما أن بعض المسؤولين يتوجسون خيفةً من الوطنيين، والوطنيون هم من يبذلون الغالي والنفيس من أجل خدمة الوطن والذود عنه وتأدية رسالتهم في الحياة دون أن يكون الهدف من ذلك تحقيق مكاسب شخصية.

أتمنى أن يتم تخصيص جزء من احتفالات البلاد بالعيد الوطني من أجل تكريم المواطنين العاملين في الخارج الذين مثلوا البحرين خير تمثيل، وأن تكون هناك تغطية إعلامية مكثفة لإبرازهم وتوثيق إنجازاتهم. فهل من المعقول أن يموت الإنسان ويُدفن مع إنجازاته؟