الجميل في شهر رمضان بجانب الإكثار من العبادات والتقرب إلى الله عزوجل من صلاة وقراءة القرآن والصدقات، جانب نفتقده في الأيام العادية - ما عدا يوم الجمعة - ألا هو الجانب العائلي حيث تجتمع الأسرة لتناول الإفطار بشكل يومي ومتابعة برامج تلفزيونية أعدت خصيصاً لشهر رمضان الكريم، ويبقى تلفزيون البحرين بقناته الرئيسية هي القناة الأولى لدى معظم البحرينيين الذين يحرصون على أن يشاهدوا جديدها من برامج رمضانية محلية. ربما نفتقد هذا العام المسلسلات ذات الطابع التراثي البحريني التي تعودنا عليها كل عام، فتلك المسلسلات البحرينية توثق كل مره هويتنا البحرينية وثقافتنا العربية الأصيلة في لهجتنا وعاداتنا وملابسنا وصناعتنا وممارساتنا الحياتية في نطاق الأسرة والجيرة والصحبة في المجالس وفي المعاملات والعلاقات المختلفة، دور هذه المسلسلات والبرامج التراثية دور عظيم في تأصيل من نحن، وبصمة واضحة للأجيال القادمة، نرجو من إدارة البرامج التلفزيونية ألا تخلو برامجها وخصوصاً في شهر رمضان من هذه البرامج والمسلسلات، بل عليها أن تشجع الكتاب للرجوع إلى المسلسلات التراثية الجميلة مثل «البيت العود» ومسلسل «سعدون» و«أم هلال» وغيرها من المسلسلات التي مازلنا نستمتع بها عند مشاهدتها في كل مرة.
مسلسل «رجال حول الرسول» مسلسل حصد الجائزة الذهبية في مهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون كأفضل عمل عربي للأطفال لعام 2017، وهذا إنجاز كبير للمملكة ومفخره لنا جميعاً لأنه بالفعل عمل مميز برز من خلال أفراد طاقم بحريني وضعوا جهداً كبيراً لإخراجه بالشكل الجميل خصوصاً وأن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من أجمل السير المحببة إلينا. مسلسل الأطفال «رجال حول الرسول» مسلسل متكامل أتقنت فيه كافة الجوانب الفنية والإخراجية والحوارية، فكل التقدير للفنانين والإعلاميين الذين شاركوا في إنجاح هذا المسلسل من غير ذكر أسماء، فهم مبدعون في جميع أعمالهم وبرامجهم، فبصماتهم واضحة دائماً.
أما الإعلامي القدير عماد عبدالله فهو متميز دائماً في كل عمل يقوم به، بدءاً من «يوميات بوجليع» و«رونغ سايد» إلى البرنامج الذي يبث حالياً في شهر رمضان «منشن»، فبرامج الإعلامي عماد عبدالله دائماً تتميز بالنقد البناء في قالب كوميدي ممتع لما يمتلكه عماد من «كاريزما» أو جاذبية إعلامية محببة لنا، فنقده غالباً ما يكون في محله، نقد إيجابي يهدف إلى إبراز بعض الأخطاء أو الخلل في بعض المؤسسات والأفراد «عل وعسى تكون ضمائر البعض حية تفهم النغزة» وتحاول أن تواجه المشكلة بصدر رحب لتفاديها في المستقبل، أو أن تضع أيديها على الخلل وتحاول أن تصلحه، فالهدف من ذلك ليس النقد أو التشهير وإنما كما قلت إصلاح الاعوجاج والخلل من خلال قالب كوميدي بسيط غير متكلف.
برنامج «تم» من البرامج التي تعكس للمجتمع المعنى الحقيقي للشراكة المجتمعية، فمشاركة المؤسسات والشركات الخاصة والأفراد في تقديم جوائز البرنامج القيمة بصراحة أمر يشكرون عليه، وعلى هذا الحس المجتمعي في تبني هموم الناس، فبرغم جدال الجمهور بين مؤيد لفكرة البرنامج ومرحب بها، وبين ساخط لعرض مشاكل وأسرار الناس على الملأ يشاهد مشاكلهم جمهور ليس بقليل، فبين مؤيد وساخط يبقى صاحب المشكلة هو من يحدد رضاه من عدمه، خصوصاً إذا فتحت له مثل ما نقول «مغارة علي بابا»، وأتوقع أي «واحد يبغي يزيل همة أو ترفع مشاكله ما يهمه أن حكى مع آلة أو مع «الطوفه» أهم شيء أن هناك من قدر معاناته بلمسة بسيطة استطاع أن يمسح دمعته»، خصوصاً أولئك الذين يحملون على ظهورهم هم القروض، فالناس اليوم أصبحوا يقولون نفسي نفسي، قلة هم من يكترثون ويحاولون أن يقدروا على فهم مشاكل غيرهم خصوصاً إذا كان أصل المشكلة هي «البيزات»، فهل سعى المقتدر ليتكفل بالأسرة التي احترق بيتها مثلاً أو بحث من قريب أو من بعيد عمن يحتاجون إلى المساعدة؟ برنامج «تم» يصور لنا معاناة الكثيرين حولنا، ربما لا يتكلمون عن معاناتهم أو لأنهم من الأسر المتعففة «تحسبهم أغنياء من التعفف» أو ممن يكثرون الحمد على التأفف والسخط على سوء الحال، ولا يعلم بحالهم إلا الله، إلا أن هذا البرنامج هو بوابة خير على من شارك فيه، ونتمنى من جميع الشركات والمؤسسات المشاركة في هذه البرامج النوعية التي تمس احتياجات الفرد والمجتمع.
نشكر جهود منتسبي وزارة شؤون الإعلام على ما يقومون به لإسعاد الناس عبر برامج الإذاعة والتلفزيون، فجهودهم واضحة وعظيمة نقدرها دائماً وندعمها حتى بالنقد الإيجابي البناء، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، وما ذكرته هو بعض من البرامج الجميلة التي تبثها قنوات تلفزيوننا المحلي، فلهم تقديرنا واعتزازنا بما يقدمونه.