يقول الشيخ سلمان العودة: "جميل أن تكتب مع الحياة ميثاقاً أول سطر فيه: سأجعل لوجودي فيك معنى رائعاً.. لن أكون عبئاً عليك.. سأحاول صنع أنموذج لشريحة من الناس. كل يوم يضاف إلى عمرك هو وردة جميلة قطفت من حديقة الزمان وقدمت لك، فحذار أن تشيح بوجهك عن رونقها وروائها وبهائها؛ فتذبل وتموت في يدك".

سجل الحياة إنما هو رصيد متراكم من الخبرات المتنوعة، والمواقف المتشابكة، ولحظات السعادة والحزن.. سجل يعني لك الكثير لأنك قدمت في سالف صفحاته العديد من العطاءات التي قد تشهد لك يوماً ما، أو أنك قد قدمت صفحات بيضاء خالية، مرت مرور الكرام، وكان مردها النسيان.. سجل الحياة يمنحك دائماً يوماً جديداً في حينه يضيف إلى عمرك كما شبهه الشيخ القرني بوردة جميلة ناصعة، وأنت من تستطيع أن تحافظ على نضارتها ورائحتها الزكية بصنيع فعلك المحمود وبأثرك البائن في المجتمع، أو أن تبذل بين يديك بخواء نفسك من أفعال الخير، وأوقاتك الرتيبة التي لا تصنع من خلالها أي شيء.

كنت أتناقش منذ فترة مع مجموعة من المعارف، حول دور الإنسان في هذه الحياة، وهل حياته تقتصر على العمل والبيت وزيارات معدودة للديوانيات والأقارب!! هو في قرارة نفسه مقتنع بأن نيته إن صاحبت تحركاته في العمل وفي أداء واجباته الأسرية، فإنه بذلك يكسب الأجر، فالمرء يجب أن ينظر بشمولية لبصماته في الحياة.. وهذا ما أتفق معه وما أتحدث عنه باستمرار.. ولكن.. بهذه الطريقة فإن نظرتنا قاصرة للحياة، ودورنا لم يكتمل بعد.. فسجل حياتك إذا أردته أن يكتمل ويزين بزينة الزهور النضرة، إنما يكون بمشروع تحمل همه وتصنع نجاحاتك من خلاله، وتحس بأنك أعطيت المجتمع الذي تعيش فيه سلسلة من ومضات التأثير والتغيير.. فمن المؤسف حقاً أن تمر أيامك هكذا عادية كسابق عهدها، بل جدد ونوع في عطاءاتك الحياتية، فلا تقتصر على جانب دون آخر.. ولتكن لديك ساعات تطوعية تعمل من خلالها من أجل تحقيق ما تريد، أو على الأقل خدمات تطوعية يصل من خلالها أثرك إلى أكبر شريحة من الناس، فليس من الصواب العمل في إطار ضيق لعدد قليل من الأفراد طيلة الحياة..

إشراقة:

لا تستصغر نفسك أبداً، ولا تستصغر أي موهبة لديك، ولا توهم نفسك بأنك صاحب قدرات بسيطة.. بل عزز من مكانتك واصنع مجداً لن تنساه الأجيال.