من أبرز الوزارات التي تفتخر بها البحرين وتشكل عصباً رئيسياً من أعصاب الحكومة الهامة، وزارة الخارجية.

ولعقود، تعاقب على قيادة هذه الوزارة الهامة التي تضطلع بكونها واجهة البحرين في المحافل الإقليمية والدولية، رجال لهم باع طويل في الدبلوماسية والسياسة، وكبحرينيين نشأنا ونحن نرى تألق وتميز الرجل الخبير المحنك سمو الشيخ محمد بن مبارك في قيادة هذا القطاع الهام.

الشيخ محمد بنى أسس هذه الوزارة الهامة، وكان بالفعل شخصية بحرينية لافتة للأنظار، طبق تماماً رؤية مملكة البحرين وقيادتها في شأن أساليب التعاون والتعامل مع الأشقاء والأصدقاء على مستوى القيادة الدبلوماسية، ومستوى بناء العلاقات ومد جسور التعاون.

هذا الديدن مضت عليه بقوة وزارة الخارجية التي يقودها اليوم رجل رائع هو امتداد للمحنك محمد بن مبارك، رجل نحبه كبحرينيين، بعمله واجتهاده ووطنيته الفارقة، وبروحه الطيب ودماثة أخلاقه.

الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة رجل الدبلوماسية البحرينية، الذي نشهد له بأنه بات علماً هاماً من أعلام الدبلوماسية الخليجية والعربية، وله منزلة ومكانة مميزة على المستوى الدولي، من خلالها خدم البحرين في ملفات عديدة، ووضح صوراً عديدة كانت لا تصل لكثيرين، وبات خير سفير وممثل يتكلم باسم البحرين.

وزارة الخارجية البحرينية تمضي بمنهجية البناء الذكي للعمليات والقيادات والأفراد، عملية صنع الصفوف وصقل الكوادر تسير بخطى صحيحة تعكس رؤية جلالة الملك في كيفية تمثيل البحرين بالشكل الصحيح، سواء عبر التحركات الخارجية، أو من خلال أساليب التواصل، أو من ناحية تمثلها بالصوت البحريني المدافع عن بلاده، المبرز لإنجازاته. بالأمس طالعتنا «الخارجية» بأول نشراتها الشهرية التي تصدر عنها باللغتين العربية والإنجليزية، نشرة تحمل مضامين جميلة تصب في اتجاه إبراز البحرين وبيان عمليات التطوير فيها، والمخرجات العديدة التي أفرزها مشروع جلالة الملك الإصلاحي في كافة الجوانب، خاصة فيما يتعلق بالحراك الديمقراطي وحقوق الإنسان ومكتسبات المواطنة إضافة لمواقف البحرين الرسمية وعلاقاتها بالدول.

هذا التحرك يمضي ليصب في الحراك الذي شهدناه طوال السنوات الأخيرة، والتي أصفها بـ «انتفاضة» على النمط التقليدي والروتين الاعتيادي، فاليوم مفاهيم العمل الدبلوماسي تغيرت، وهناك عشرات الأساليب التي شهدها هذا العلم الذي يدرس في الجامعات الغربية، ووصلت حتى لكيفية تأثرها بوسائل التواصل الاجتماعي، وابتكار أساليب عمل مبنية على ذلك، وقد يكون أبسط الأمثلة التي نراها متمثلاً في الحراك النشط الذي يقوم به وزير الخارجية البحريني على هذه المواقع، والذي يماثله فيه حراك كثير من وزراء الخارجية العرب والمسؤولين، كأمثال الرجل الرائع عادل الجبير وزير الخارجية السعودي.

اليوم كبحريني يهمني كثيراً تعزيز قوة وزارة الخارجية، فهي التي تمثلني في المحافل الخارجية، تحركاتها الذكية في مجال الدبلوماسية وبناء العلاقات تشكل لي كمواطن طريقاً واضحاً للمستقبل الذي تمضي عليه الدولة، خاصة وأن هذه الوزارة بكوادرها هي الصوت الأول الذي يعبر عن رؤية البحرين وتوجهات قيادتنا ممثلة بجلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، وهي التي تدير كافة السفارات والقنصليات والمكاتب التمثيلية الدبلوماسية حول العالم، بالتالي قوتها هي قوة لهذا البلد.

هذا النشاط الذي نلحظه يأتي من نشاط الوزير الديناميكي في عمله الشيخ خالد، والذي يقود كوادر طيبة في هذه الوزارة، من وكلاء أصحاب خبرة، ومسؤولين وسفراء يختارون بعناية ليكونوا خير ممثل للبحرين، وفوق ذلك تمكين الشباب المبدع المؤهل الكفء الذين يتحولون لنجوم في هذا المجال يخدمون البحرين، ولعل أمامنا مثالاً واضحاً في الوكيل الشاب الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل الشؤون الدولية بالوزارة، والذي يتولى مسؤولية إصدار النشرة التي أطلت علينا بتميز وتفرد، والتي ستصل كصوت بحريني معبر عن بلادنا لكافة أرجاء العالم.

مثل هذه النجاحات والتميز تستوجب منا وقفة، لا وقفة إشادة وإطراء، بل وقفة تمعن في هذا الحراك، وكيف تطور، وكيف يكبر، وكيف أنه مبني على رؤية واضحة هدفها اسم البحرين وسمعتها وإيصال كل ذلك للعالم.

جهودكم مقدرة، وجهود من سبقكم في وضع اللبنات الأولى لا تنسى، الشيخ خالد وكوادره ورجاله مصدر فخر للبحرين، عملهم يتقاطع مع عمل قطاعات ووزارت أخرى، بتكامليته تمضي البحرين بقوة نحو بناء مستقبل أجمل على مختلف الأصعدة.

شعور الفخر المقرون بنجاحات تحققها البحرين الغالية، لا يتفوق عليه أي شعور آخر.