كم عدد الذين يمارسون الرياضة في البحرين؟! بموازاة ذلك سؤال آخر: كم عدد الذين يعانون من أمراض سببها السمنة وزيادة الوزن المفرط، أو السلوكيات غير الصحية؟!

بجمع الأرقام، سنجد أننا بالفعل مجتمع بحاجة لمزيد من التوعية بشأن الرياضة وممارستها، والفائدة التي تعود علينا من خلالها.

وعليه، كان من أفضل القرارات التي اتخذها رؤساء اللجان الأولمبية في منظومة مجلس التعاون الخليجي، أن يجعلوا لهم يوماً رياضياً موحداً، فيه تتحرك الشعوب الخليجية لتمارس الرياضة، ولتنشر هذه الثقافة، ولتحولها إلى جزء من حياتها اليومية.

الجميل كان بقرار صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء الموقر، بشأن جعل الدوام الرسمي لأجهزة الدولة في يوم السابع من فبراير يقتصر على «نصف يوم»، شريطة أن يستغل النصف الآخر في إقامة فعاليات رياضية، ليست مسؤولية إقامتها مقصورة على الكيانات الرياضية المعتمدة في البحرين، وأعني المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، بل مسؤولية إقامتها تضطلع بها كل مؤسسة رسمية، ويكون قائماً عليها رأس الهرم فيها.

وبالتالي، فالمشاهد الإيجابية التي رأيناها بالأمس تبعث على الارتياح، رأينا وزراء وكبار المسؤولين في القطاعات يتصدرون موظفي هذه القطاعات في المشاركة في الفعاليات الرياضية التي أقيمت بهذه المناسبة، رأينا تميزا وتنوعا وتنافسا أيضا بين القطاعات في اتجاه من يقيم الفعاليات الرياضية المختلفة، سواء أكانت عبر تمارين رياضية مفيدة، أو ممارسة رياضات الجري والمشي وحتى ركوب الدراجات، وغيرها.

الأجهزة الرياضية في البحرين ممثلة باللجنة الأولمبية وبالتعاون مع وزارة الشباب، طالعتنا بفعاليات رياضية جميلة، عبر ممارسة المشي، وعبر توفير مناطق رياضية مفتوحة للجمهور بمختلف الأعمار، لإحياء هذا اليوم من خلال الترفيه وترسيخ السلوك الصحي.

طبعاً هذه بداية إيجابية، وبانتظار الإعلان عن اليوم الرياضي الأولمبي الدولي في شهر مايو المقبل، والمتوقع أن يشهد حراكاً رياضياً كبيراً متزامناً في جميع دول العالم.

إن كانت من توعية هامة اليوم، فهي تلك التي ترتبط بصحة الإنسان، وبتأصيل الممارسات الإيجابية في حياته، وتأتي الرياضة وممارستها على رأس ذلك، باعتبار أن الرياضة هي أصلاً عملية استباقية لمواجهة الأمراض، ومثلما نقول دائماً «العقل السليم في الجسم السليم».

مشكلتنا في مجتمعاتنا العربية أننا تعودنا على ممارسات خاطئة، لدينا مجتمع «شره» في الأكل، وكذلك في التدخين، خاصة في ظل انتشار الشيشة، التي للأسف لا يقابل الإدمان على هذه الأمور، تعويضاً في جانب آخر بممارسة الرياضة، أقلها لتحقيق التوازن.

المشكلة أن ممارسة الرياضة على صعيد شخصي أو جماعي، ظاهرة بدأت تتضاءل، وحتى كثيرون ممن ترونهم يمارسون رياضة المشي في عديد من المماشي التي أنشأتها الدولة مشكورة، لا تتوافر لديهم الممارسة الصحيحة، بحيث إن العملية ليست قائمة فقط على المشي، بل على تكنيكات وتمارين مفيدة، لكل واحد منها هدف، ولكل واحد منها تأثير.

بالتالي، يحسب أيضاً للجنة الأولمبية إطلاقها برنامج «يايين نتمرن معاكم»، هذا البرنامج المفيد لممارسي رياضات المشي والجري، والذي يقام بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع، هي السبت والاثنين والأربعاء، ويشمل ستة مماشٍ ومتنزهات، هي دوحة عراد، وممشى الاستقلال، وممشى عالي، ومتنزه الأمير خليفة، وممشى كورنيش أحمد الفاتح، وممشى البديع، من الساعة الرابعة حتى السادسة، ويتم عبر توفير مدربين رياضيين وخبراء في اللياقة البدنية من الجنسين، يقدمون التمارين والنصائح الرياضية للمتواجدين في هذه المواقع، وهي فكرة أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية، وهدفها تشجيع مختلف فئات المجتمع البحريني على ممارسة الرياضة وجعلها «منهج حياة» لكل فرد.

وهنا التأكيد على مصطلح «منهج حياة»، إذ لو قارنا وضع مجتمعاتنا بالمجتمعات الغربية، سنجد أن الرياضة لديهم هي بالفعل «منهج حياة»، بل هي جزء من الروتين اليومي، وبالتالي نجد معدلات الأعمار هناك أكثر مما لدينا، ونجد الأمراض أقل، ونجد الممارسات الصحية والوعي بها أكثر وأكبر، نجد أن شيوخهم وعجائزهم يقارعون شبابنا في الحيوية والنشاط، إلى كثير من الجوانب الإيجابية التي تقدمها لنا الرياضة.

خلاصة القول، أن البحرين عاشت بالأمس أجواء رياضية، نأمل أن تكون محفزة لكثيرين بأن يجعلوا الرياضة جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.