خرجت مجموعة كبيرة من طلبة «أول ثانوي» يوم الأحد الماضي وهم يبكون من قاعات الامتحان النهائي لمقرر الرياضيات «ريض 151» وكذلك جرى الحال مع طلبة الثاني ثانوي قبلهم، فحسب وصف الكثير من الطلبة بأن الامتحان المذكور كان صعباً للغاية، وبعضهم وصفه بأنه مجرد امتحان تعجيزي لا أكثر ولا أقل. هذا الامتحان الخاص بالرياضيات ربما يؤثر بصورة مباشرة على تدني علامات الطلبة وبالتالي يؤثر سلباً على المجموع النهائي نهاية الفصل الدراسي أو قد يؤثر بشكل سلبي على المعدلات التراكمية نهاية العام الأخير من التخرج المدرسي.
ليست هذه المرة الأولى التي يشكو فيها الطلبة صعوبة امتحان «ريض 151»، فقد كتبت الصحف البحرينية المحلية عن هذه المشكلة في ديسمبر من العام 2015 حين عنونت الصحف آنذاك بأن «مقرر «ريض 151» يخلف رسوباً كبيراً في امتحان المنتصف»، ومع ذلك تصر وزارة التربية والتعليم حتى هذه اللحظة على أن تكون بعض الامتحانات تعجيزية خصوصاً للمواد العلمية.
يجب أن يعلم القائمون على وضع الامتحانات بوزارة التربية والتعليم أن المسألة ليست مسألة تحدٍّ للطلبة، وليست مجالاً لاستعراض عضلات الممتحن وقدرته على تشتيت قدرات الطلبة دون فائدة، فوظيفة الامتحان هي من أجل الوقوف على فهم الطالب واستيعابه للمنهج بشكل سوي وعلمي دون الحاجة لاختبار مهاراتهم الزائدة على قدراتهم الذهنية. يجب على القائمين على وضع الامتحانات أن يضعوا امتحانات تتناسب وقدرات ومستويات الطلبة لا أن تكون امتحانات تعجيزية تصل لمرحلة التفنن في إسقاط علاماتهم على «الفاضي».
طالبة في «أول ثانوي» متفوقة في مادة الرياضيات بشهادة معلماتها وعلاماتها الشهرية، وإضافة لذلك قامت هذه الطالبة -ولحرصها الشديد على فهم المادة- بالالتحاق بأحد المعاهد المعتبرة طيلة فترة دراستها من أجل مراجعة مقرر «ريض 151» لتكون متمكنة من المادة بشكل ممتاز، وقبل الامتحان بيوم واحد ذهبت لأخذ ساعات مطولة من برنامج التقوية لذات المادة، ومع كل هذا الجهد، خرجت تبكي من الامتحان المذكور بسبب صعوبته القصوى وأسئلته التعجيزية، فهل لكم أن تفسروا لنا هذا الأمر؟
نحن لا نطالب الوزارة أن تراعي تصحيح امتحان «ريض 151» وحسب، بل يجب مراجعة طريقة وكيفية وضع الامتحانات القادمة ومراجعتها أكثر من مرة قبل إقرارها بشكل رسمي، خصوصاً للمواد العلمية وبقية المواد الأخرى، فمن الظلم أن يخسر أو ينزف طالب متفوق علاماته بسبب شخص متخصص في قسم الامتحانات يريد أن يستعرض عضلاته ومهاراته على الطلبة الصغار فقط. فرحمة بالطلبة وجهودهم الكبيرة طيلة العام الدراسي وبأولياء أمورهم الذين يتألمون كثيراً لأبنائهم حين يشاهدونهم يسقطون أو تسقط علاماتهم في امتحانات تعجيزية دون استطاعتهم أن يقدموا لهم يد العون والمساعدة، فالطالب يدخل الامتحانات ليستفيد من اكتشاف قدراته ومهاراته لينجح في نهاية المطاف وليس من أجل أن يخرج من القاعة باكياً بسبب امتحان صلب يفوق قدراته العقلية المحدودة، فرفقاً بأبنائنا الطلبة يا وزارة التربية والتعليم.