ينظر كثيراً هذه الأيام - في العصر التفاعلي - إلى القيادة على أنها حالة نفسية ديناميكية متغيرة ومتكيفة مع الوضع القائم بالتقدم عليه إلى الأمام، وليست منصباً أو أداءً ملتزماً بوتيرة ثابتة ومتصاعدة باتجاه واحد. لذلك تتمخض التجارب البشرية الآن عن نماذج عديده للقيادة ترتكز على المرتكزات السبعة الجديدة للقيادة وهي:
1- تعرف على نفسك: عليك أن تكتشف أكثر روابطك بالماضي وما حولك، ومن من هذه الروابط محرك إيجابي أو سلبي لتتعامل معها بطريقة مؤثره، ذلك أكثر أهمية في العصر التفاعلي من سماتك الشخصية وما يميزك، لأنك ستعيش في بيئة تتصف بدرجة عالية من التغيير، ومسؤوليتك تجاه نفسك أن تعرف مفاتيحها، وتعرف كيف تفعل ذاتك بذاتك، وبسرعة فائقة.
2- تعلم «التحفيز بالانعكاس»: مضى زمن القائد الذي يتقدم الجميع إلى أرض المعركة ليتبعه الآخرون، وبكل تأكيد انتهى ودفن زمن القائد الذي يقود من الخلف، فيما يتقدمه الآخرون إلى أرض المعركة. العصر التفاعلي يتطلب منك أن تكون قائداً أصيلاً وملهماً وقادراً على التقاط أحاسيس أتباعك وما تدفعه من أفكار، وتعكسها إلى حافز مؤثر وملهم.
3- تقدم في الرمال المتحركة: فيما قبل العصر التفاعلي «العصر الصناعي والمعلوماتي»، تبنى القادة قاعده «لا تتخلى عما بحوزتك حتى تتمكن من الإمساك بشيء جديد أو آخر»، أما في العصر التفاعلي، فلا يمكن أن تتقدم إلا بتخليك عن المستقر المتغير إلى ثبات التطور في التغيير السريع المستمر.. عليك أن تتخلى عن الأشياء من حولك، وفي داخلك، التي تعيقك عن خوض غمار تجربة جديدة، والتي من خلالها ستتمكن من فهم واكتشاف نفسك أكثر، وتطوير شخوصنا كقادة وبشر.
4- اعرف غايتك قبل هدفك: ما الفرق بين الهدف والغاية؟ الهدف هو الطريق أو الجسر الذي نحقق من خلاله غايتنا، الغاية يعرفها المختصون في علم الإدارة بأنها كل ما يمكن أن نعتبره مبدأً سامياً عاماً، بعيد المدى، تحدد فيها النوعية، ويمكن الوصول لدرجات منها وليس كلها. في العصر ما قبل التفاعلي، كان السعي بقوة لتوضيح الأهداف وصياغتها، ووضع معايرها. في العصر التفاعلي ستكون الأهداف أكثر ديناميكية، ومتغيره بسرعة، ولتحتفظ بتوازنك يجب أن تكون غاياتك واضحة ومحدده وأمامك دائماً.
5- تخلى عن X: تعامل مع البشر كمصادر ثرية وغزيرة ومتجددة، وروض نفسك للتخلي عن السلطة لتكتسب، سلطه أعمق وأقوى، سلطة منح السلطه، ذلك سيمكنك من تفجير مكنون الآخرين دون أن تستنزفك السلطة وتأكلك من الداخل.
6- كن كالشمندر: تعلم كيف تذوب في الفريق فتصبغه بصبغتك دون أن تتلاشى فيه وتختفي «كن كالشمندر».. تتخلى عن نزعة التميز عن الآخرين، واستخدم قدراتك لمساعدتهم في إشعال أقصى القدرات وتعظيم الإمكانيات. أعرف متى تقود بنفسك، ومتى تتنحى جانباً وتبقى محتفظاً بوضعك كقائد.
7- تحول إلى نيوتن: تعلمنا في العصر ما قبل التفاعلي «الصناعي والمعلوماتي» أن نحلل الموقف وأن نعزل المشكلة والوصول إلى حل سريع. في العصر التفاعلي، عليك أن تفعل أكثر من ذلك، عليك أن تدرك أن أي شيء وكل شيء مرتبط بأشياء أخرى، لذلك عليك أن تغوص في السؤال الأعمق لفهم العلاقات الضرورية لاكتشاف المنظومة القائمة ثم معالجتها.
المرتكزات السبع الجديدة للقيادة تتمحور حول تمكين القادة من التطور في ظل بيئة تفاعلية عالية جداً وهي سمات عصرنا الحالي.
* مستشار تطوير أعمال وقدرات بشرية