انقلاب عام 2011، والمحاولة الآثمة لقلب نظام الحكم، والاستقواء بإيران بشكل فاضح وصريح، والظهور المتكرر على قنواتها الإعلامية التي فتحت ساعات البث لاستهداف البحرين، إضافة لمن اعتلى منصة الدوار المقبور وتحدث بخطب وكلمات وقال للمحرضين والإرهابيين «أنتم على راسي»، ومن جاهر بكرهه للنظام والدولة، ومن مارس الكذب والفبركة لتشويه صورة البحرين، كل هذه الأحداث التي تمر بشريط سريع في الذاكرة، كلها أسقطت كماً مهولاً من الأقنعة وبينت الناس على حقيقتهم.
حتى من «خاف» و»اختبأ» داخل جحره حينما نفد صبر الدولة واستنفدت حلمها وسعة صدرها مع من لا يستحقه وماطل وكابر، هؤلاء غيروا خطابهم حينها، تنصلوا من الشعارات، وأنكروا ما قاموا به من انقلاب، وهذا دلالة بينة على الخوف، وكيف للخائن ألا يخاف؟!
هؤلاء لا يأتون للدولة إلا من ظهرها، حربهم معها قائمة على الغدر، وعلى محاولات التغلغل للسيطرة على المفاصل، ولربما من إيجابيات مما مررنا به، أن الدولة انتبهت لعمليات التغلغل هذه وبدأت تتعامل معها بطريقة قوية، وبأساليب لا يستقيم معها إلا الإنسان المخلص الوطني المحب لأرضه، لا مزدوجو الولاء.
ورغم ذلك، هناك من رأيناه يعود لـ»أسلوبه» الانقلابي، سواء عبر الحراك على الأرض تحت غطاء «العمل السياسي»، وهو بالأصح عمل قائم على تنظيمات إرهابية مغرضة تكن الكره للبحرين وأهلها، وهناك من قام بـ»لي» لسانه و»تلوين» خطابه الإعلامي، فبعد خوف «بلع فيه لسانه» أيام السلامة الوطنية، عاد تدريجياً ليدس السم في العسل، وكلما رأى أن هناك محاولة مرت، ونجح في تمرير سمومه، تشجع وأخذ يزيد جرعة السم، وأخذ يضرب الدولة بطريقة غير مباشرة، حتى وصلنا لمرحلة نرى فيها خطاباً يناهض الدولة بشكل فج.
حينما تتحدث الدولة عن الإرهاب والمحرضين، يقوم هؤلاء الذين كان لهم موقع في انقلاب 2011 بتغيير المصطلحات، فالمحرض يصفونه بالناشط السياسي أو رجل الدين، والإرهابي يصفونه بأنه شخص يعبر عن رأيه، بل وصلنا لمرحلة باتوا يروجون فيها للمجرمين والمدانين وكأنهم «نجوم» أو «مشاهير»، وكأن ما قاموا به من إجرام وتعدٍّ على القانون واستخدام للسلاح وتدريب في المعسكرات الإيرانية، ممارسة جداً عادية.
انتبهوا لهذا الخطاب وأصحابه، فمن يروج للمجرم ويحاول تصويره كـ»بطل»، هو شخص يقبل بما يقوم به هذا المجرم، حتى وإن لم يعلنها صراحة، لكن يكفي فقط تسليطه الضوء عليه بطريقة خالية من الإدانة الصريحة، يكفي بيان مدى تعاطفه معه ووقوفه ضد الدولة وقضائها في الأحكام الصادرة.
عمليات غسل الأدمغة مازالت مستمرة، الآلة الإعلامية العميلة المساندة لدوار الانقلاب واضحة في ممارساتها، ولا تحتاج لفك شفرات حتى نفهم المضامين ومعرفة ارتباطها بقناعات أصحابها، فكثير منهم وجوه كانت موجودة في عديد من المحافل التي استهدفت البحرين وشوهت صورتها إعلامياً.
مازلنا نطالب بوضع حد لهؤلاء، فالمحرض بأي وسيلة كانت هو أخطر من الأدوات التي تنفذ الإرهاب نفسه، لأن النوع الأول مستمر في عمليات تضليل العامة، يستهدف البسطاء ويوجه مزاجهم العام، ويحاول إيصال الواقع لهم بصورة مقلوبة بحيث يجعلهم يواصلون الإساءة لوطنهم ونظامهم وقانونهم ودستورهم.
وصلنا لمرحلة يتم فيها منح البطولة لمجرمين، فقط لأنهم محسوبون على طائفة، فقط لأنهم محكومون بنظام هذا البلد وقانونه، وبعد كل ذلك يدعي المطبلون للمحرضين والإرهابيين بأن قلوبهم على الوطن.
ليتذكر من قال إن رموز التحريض على رأسه، بأنه مهما فعل ومهما نافق ومهما فبرك ومهما تلون، فإن الشعب البحريني يعرفه على حقيقته هو ومن على شاكلته، بالتالي إن كان هؤلاء على رأسه، فأقدام المخلصين ستظل تدوس فوق رأسه.
لا رأس ولاؤه وهواه إيراني يعلو على تراب أرض البحرين الخليجية العربية.