في 28 ديسمبر الماضي تم الإفراج عن «الناشط» في حقوق طائفة معينة دون الطوائف الأخرى المدعو نبيل رجب من «سجن جو» بكفالة على أن تتم محاكمته في قضية بث أخبار كاذبة وشائعات بشأن الأوضاع الداخلية للبحرين لاحقاً.
في 31 ديسمبر 2016 في تمام الساعة الثامنة و23 دقيقة صباحاً قام «بلبل الحقوق الطائفية» بإطلاق تغريدة ينتقد فيها وزارة الداخلية والقيادة الرشيدة ويعلق على موضوع اعتقال إحداهن، طالباً الإفراج عنها بحجة حاجة طفلها الرضيع وابنتها الصغيرة إليها، ثم عاد في اليوم التالي 1 يناير 2017 أي نفس يوم الحادث الإرهابي في سجن جو بإطلاق تغريدات تحمل نفس المضمون والقصة عن الشابة الموقوفة في تمام الساعة السابعة و37 دقيقة صباحاً أي بعد ساعتين تقريباً من تنفيذ العمل الإرهابي!!
أحدهم ربط بين إطلاق سراحه وبين ما حصل في سجن جو وعلق لنا قائلاً: لا بد أن ما حصل في سجن جو له علاقة بإطلاق سراح هذا الناشط غير الحقوقي الذي يعمل على تشويه سمعة البحرين ليل نهار والذي يعتبر أكبر المؤزمين لدينا الذين يقودون بطريقة غير مباشرة عمليات الإرهاب والاضطراب الأمني ويتسببون دائماً «بالبلبلة الأمنية وحملات التشويه للبحرين»!!
الكل يدرك أنه في عالم السياسة أن معظم المخططات الإرهابية التي يخطط لها في الخارج تكون لها أبواق «عميلة لها» في البلد المراد نشر الفوضى الأمنية فيه، وهؤلاء الأبواق هم الذين يعتبرون قادة الإرهاب لديهم شفرات معينة وخطابات تحمل أكثر من معنى قد ترمز إلى إطلاق الضوء الأخضر للعصابات الإرهابية لفعل ما يحلو لها وتنفيذ المخططات الإرهابية في توقيت معين، يأتي تزامناً مع انعكاسات أمنية دولية أو رغبة في تأجيج هذا البلد المرتبط أمنه واستقراره بانعكاسات أمنية أو إرهابية في دول أخرى كالعراق وسوريا واليمن، فأي كلمة منها لها إشارات ودلائل ترمز إلى بدء نشر الفوضى أو التمهل أو إلغاء العملية الإرهابية المخطط لها، كما تحمل رموزاً للتركيز على منطقة أو جهة معينة أو استهداف مدنيين أو رجال أمن.
مثال على ذلك بأدلة واقعية، في 8 يونيو 2015 أحبطت وزارة الداخلية مخططاً إرهابياً للخلية الإرهابية «سرايا الأشتر» كان يستهدف أمن البحرين لتنفيذ سلسلة من الأعمال الإجرامية الخطيرة وفي 16 يونيو 2015 أي نفس الشهر والعام وعندما أصدرت المحكمة حكماً بسجن الإرهابي علي سلمان بالسجن أربع سنوات بتهم التحريض ضد نظام الحكم واضطراب السلم العام أطلق بياناً من داخل السجن قال فيه: «أدعو الشعب للاستمرار في الحراك السلمي»!! كما قال «أدعو المجتمع الدولي بكل مؤسساته إلى تقديم يد المساعدة للبحرين لبلوغ هذا الهدف الخير».
وفي يوليو 2015 أي بعدها بشهر حصلت العديد من العمليات الإرهابية، كوفاة إرهابي بعد انفجار قنبلة كان يهم بوضعها لرجال الأمن بتاريخ 15 يوليو 2015، وبتاريخ 25 يوليو استدعت البحرين سفيرها في إيران للتشاور معه حول تصريحات إيرانية عدائية ومسيئة تتدخل في الشؤون الداخلية البحرينية، وفي 26 يوليو تم القبض على شخصين مدربين في إيران قادمين للبحرين لمحاولة تهريب متفجرات وأسلحة، مما يترجم ويفسر معنى كلمة الإرهابي علي سلمان «أدعو المجتمع الدولي لتقديم يد المساعدة للبحرين»!!
وفي 28 يوليو، نفذ عمل إرهابي أدى إلى استشهاد اثنين من رجال الأمن في منطقة سترة وإصابة ستة من رجال الأمن، وفي أغسطس 2015 استشهد رجل أمن وأصيب أربعة آخرون من رجال الأمن أحدهم بإصابات بليغة وثلاثة مدنيين بينهم طفل في منطقة كرانة، وقد اتضح أن المتفجرات قادمة من إيران!! وهنا اتضح ما علقنا عليه سابقاً في إحدى المقالات التي نشرت بعد تصريح الإرهابي علي سلمان وقتها «الكل يعلم في البحرين حتى الطفل الصغير ما المقصود بالحراك السلمي الذي يراه الناس في الشوارع من حرق الإطارات ورمي المولوتوف وتفخيخ الأماكن بالقنابل المحلية الصنع»!
هكذا كانت البحرين بعد تصريحه، كل يومين وكل شهر عمليات إرهابية مستمرة وإيران إما تحاول تهريب المتفجرات وإما تصرح بعدائية، فيما منظمات العفو ودكاكين حقوق الإنسان بالخارج مستمرة في الضغط على البحرين أيامها!
لذا نعود ونقول إن «بلبل الحقوق» الكل يعلم أن كل تغريدة يطلقها لها مغزى وهدف ورسائل مبطنة وتركيزه على وضع السجون والدعوة لإطلاق المساجين يؤكد أن هناك حاجة لإجراء دراسة حول آلية حراسة السجون لدينا والبحث عن مكامن النقص وأسباب تكرار الاختراقات الأمنية لدينا.
نثق بكفاءة وفعالية الأجهزة الأمنية التي يقودها الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، كما لا يمكن أن نغفل عن الاستقرار الأمني وانخفاض معدلات الجرائم الإرهابية في عام 2016 مقارنة بالأعوام السابقة، مما يعني أن وزارة الداخلية قطعت شوطاً كبيراً في حزم الأمور والتعامل بصرامة مع الأذرع الإرهابية وتقليم أنشطتها، لكن تكرار الاختراق الأمني في السجون لدينا يعني أن هناك حاجة لأكثر من إصدار أمر بتشكيل لجان التحقيق عند هروب المساجين وهناك حاجة للتقصي الأمني والقيام بدراسات تحليلية وخطوات استباقية ووقائية لا تمنع فقط هروب المساجين بل تخمين الجرائم الإرهابية المتطورة وغير المتوقعة التي قد تحصل كمهاجمة السجون أو محاولة تفجيرها أو تحويلها لمعسكر إرهابي مثلاً.
رحم الله شهيد الواجب عبدالسلام سيف أحمد وشفى الله رجل الأمن المصاب.